وأخيرا اعترف بلخادم بأن الشيوخ هم من يسيطرون على حزب الأفلان وبأنهم حرموا الشباب من الوصول إلى المراكز القيادية لكن مع استثناء نفسه، حيث ما يزال يرى أنه شاب قادر على العطاء أكثر. نهق حماري نهيقا ساخرا وقال... تقصد ما يزال قادرا على التخلاط وليس العطاء، ثم كيف يتهم غيره بالشيخوخة والتكلس في العقليات ويستثني نفسه؟ قلت... وهل تريد أن يعترف بلخادم لنفسه بأنه منتهي الصلاحية ويعطي الحق لخصومه الذين يضغطون عليه حتى يستقيل؟ قال... هذه مشكلة الأحزاب عندنا، من يمسك رقبة الحزب لا يتركها ولو على جثته والأمثلة كثيرة ما شاء الله، لويزة حنون، جاب الله، أبوجرة، وغيرهم من الذين يدعون الديمقراطية والشورى ولكن الموت أقرب لهم على تبادل السلطة. قلت.. علما أنهم يدركون في قرارة أنفسهم أنهم على خطأ ولكن.. قال ضاحكا.. والسياسة هي الخطأ كله، هم لا يمكن أن يتركوا رئاسة أحزابهم بسبب تشبثهم بالسلطة والنظام لا يريد لهم التغيير حتى لا يتعب في توجيه من سيأتي. قلت... وكيف تظن نهاية هذا السجال بين جماعة الأفلان؟ قال... ربي يسلكها لأنهم جميعهم يريدون مزايا الحزب ورأسه ويبدو أن الصراع القائم بين هؤلاء جميعا هو صراع مصالح لا أكثر. قلت... بمعنى لو أن بلخادم أصبح مطيعا لخصومه وحقق لهم رغباتهم هل سيكفون عن مطالبته بالرحيل؟ قال.. كل شيء ممكن، ولا يمكن التفكير بأن الخلاف على خط الحزب أو سيره لأن الأفلان لم يغيّر جلده أبدا على الرغم من التغييرات التي طرأت على قادته بسبب الوفاة أو العزل أو الانقلابات ولكن النواة هي هي والمصالح نفسها لم تتغيّر. قلت... لماذا إذا كل هذا الضجيج؟ نهق حماري نهيقا مخيفا وقال.. إذا رأيت اثنان مختلفان على شيء ما اعرف أن الشيء المتنازع عليه لا يخص أحدهما وهذا نفس ما يحدث في هذا الحزب الذي كسب أشياء كثيرة ولكنه فقد أهم شيء وهو الاحترام.