واصل، ولليوم الثاني على التوالي، صباح أمس، أساتذة وتلاميذ ابتدائية فرقاني بالمدينة الجديدة ماسينيسا بالخروب إضرابهم عن العمل والدراسة احتجاجا على غياب التدفئة المركزية داخل المؤسسة والفوضى التي تميزها منذ سنوات دون تدخل من الجهات الوصية التي وجّهت لها العديد من الشكاوى، غير أنها لم تستجب لها. المحتجون، وبعد سنوات من الانتظار، قالوا إنهم قضوها في مواجهة البرد القارس، قرروا - حسب متحدث عنهم - في اليوم الأول من الفصل الثاني مقاطعة التدريس كخطوة تصعيدية من أجل دفع الجهات المختصة لتصليح المدفئة المركزية التي توقفت عن العمل منذ سنوات، وفي كل مرة يتلقون وعودا من المسؤولين بتصليحها في غضون أيام قليلة، لكن ذلك لم يحدث، الشيء الذي تسبب في وضعية مزرية خلقت نوعا من التوتر أثر بشكل سلبي على المستوى التعليمي للتلاميذ خاصة الذين التحقوا لأول مرة بمقاعد الدراسة، ولم يتعودوا بعد على الجو السائد داخل حجراتها التي تفتقد كذلك لأدنى الضروريات وتعاني من نقائص بالجملة. أحد الأساتذة المحتجين قال “هذه الوضعية ليست وليدة اليوم، ومن شدة البرد داخل الأقسام التلاميذ أصبحوا يتبولون في ثيابهم، دون الحديث عن عدم قدرتهم على متابعة الدروس وإصابة الكثيرين منهم بأمراض جراء هذه الوضعية". مديرية التربية، وعلى لسان الناطق الرسمي بها، ذكر بأن الوضعية الحالية تتحمّل مسؤوليتها بلدية الخروب، لأنها الجهة التي تدخل التدفئة المدرسية في نطاق صلاحياتها، وأن مشروع تصليح المدفأة التي دخل عمالها في إضراب كان من المقرر أن يتم خلال الصيف الماضي، لكن البلدية تقاعست عن تأدية واجبها لأسباب مجهولة، مؤكدا في السياق ذاته أن مديرية التربية لا تتحمّل مسؤولية ما يحصل وأنها خصصت منذ سبتمبر 2011 أزيد من 30 مليار سنتيم لتصليح وتوفير التدفئة في جميع المؤسسات التعليمية، غير أن تخلي البلديات عن تأدية مهامها وتحمّل مسؤولياتها حال دون القضاء على مثل هذه المشاكل. من جهة أخرى، ينتظر ومنذ سنوات، أزيد من 7 آلاف تلميذ تجسيد البرنامج الاستعجالي الخاص بإزالة مادة الأميونت الصناعي الذي يغطي جدارن 11 مؤسسة تعليمية (ثانويتان، 8 متوسطات وابتدائية) وأصبح يهدد صحتهم بشكل مباشر كونه استنفد عمره الافتراضي المقدر ب 25 سنة في وضعية، ذكر تقرير صادر عن لجنة التربية والتعليم بالمجلس الشعبي الولائي السابق أنه بات يشكل خطرا حقيقيا على التلاميذ، وذلك جراء استنشاقهم للألياف غير المرئية القاتلة. وبالرغم من أن هذا التقرير تم عرضه أمام المسؤول التنفيذي الأول بالولاية، وبموجبه تم اتخاذ قرار استعجالي بالقضاء على هذه المادة من المؤسسات على أن يكون ذلك مع نهاية الموسم الدراسي الماضي، إلا أن الأمور بقيت على حالها، ولم يتغير الوضع بالمؤسسات السالف ذكرها، ويزاول التلاميذ الدراسة بها بالرغم من خطر الموت الذي يتربص بهم.