مدارس تعاني قدم المدافىء و أخرى تتسول المازوت تعتزم مديرية التربية بولاية قسنطينة القيام بتكليف مقاولة متخصصة في عمليات التسخين و صيانة التجهيزات المتعلقة بها بمهمة مراقبة و صيانة أجهزة التدفئة في مدارس الولاية البالغ عددها 365 مدرسة، بعد أن أنفقت المديرية منذ العام الماضي 30 مليار سنتيم لأجل توفير التدفئة للتلاميذ في ولاية قسنطينة، و لكن حالة المدارس بقيت دون تغيير ملموس مما أثر على تمدرس بعض التلاميذ . وحسب مصدر مسؤول بمديرية التربية فإن البلديات تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن غياب التدفئة بالمدارس لكونها لم تلتزم في غالبيتها بعقود النجاعة التي أبرمتها مع مديرية التربية في 21 ماي الفارط و التي تتضمن قيام عمال البلديات بمراقبة و صيانة تجهيزات التدفئة في المدارس الواقعة ضمن إقليمها الإداري، و قد تسبب بعض المسؤولين في قطاع التربية أنفسهم في تدهور تجهيزات التدفئة المركزية لكونهم غير مؤهلين لمتابعتها و صيانتها، مثلما وقع بمدرسة في بن شرقي حينما أضاف مدير المدرسة الماء للسخان دون أن يبرد مما تسبب في إنفجاره. مديرية التربية حسب نفس المصدر قامت بستين 60 في المئة من مهام البلديات فيما يتعلق بتدفئة المدارس لكنها ترى أن الحل الأمثل يكمن في إسناد مهمة متابعة و صيانة المدافىء إلى مقاولة مختصة وفق بنود صفقة تبرم بين الطرفين، مما يسمح بتجاوز بقاء التلاميذ رهائن بيد المسؤولين في البلديات. من جانبهم اشتكى عدد من أولياء التلاميذ المتمدرسين في الوحدة الجوارية 15 بعلي منجلي من استمرار ظروف التمدرس الصعبة لأبنائهم بعد أشهر من ترحيلهم إلى سكناتهم الجديدة و طالبوا مرارا من السلطات العمل على تزويد المدرسة الابتدائية علي منجلي 15 بالتدفئة، و كان السكان قد طالبوا بتوفير غاز المدينة في شققهم السكنية التي انتقلوا اليها من أكواخ فج الريح بمدينة قسنطينة، لكنهم قالوا أن أبناءهم صاروا كثيري الغيابات عن المدرسة التي تفتقد للتدفئة، و قد أصابت العديد منهم أمراض مرتبطة ببرودة الأقسام الدراسية في علي منجلي. و قال مصدر مديرية التربية أن تلك الحالة خاصة و هي مرتبطة بتوفير غاز المدينة لجزء كامل من المدينةالجديدة تم ترحيل السكان إليه منذ فترة قصيرة. من جهة أخرى طرح العديد من أفراد الأسرة التربوية من معلمين و أولياء تلاميذ و متمدرسين مشاكل متعددة مرتبطة بعنصر التدفئة في المؤسسات التربوية و التي تعاني في معظمها من قدم المدافىء و حالتها الخطيرة أحيانا على سلامة التلاميذ داخل الحجرات الدراسية حيث يتسرب الدخان من بعض المدافىء و يتلوث فضاء القسم الدراسي كلما رغب التلاميذ في شيء من الدفء، و تواجه مدارس أخرى حالة من التردي في سقوفها و بعض أجزائها التي تتسرب منها المياه، و تجعل الدراسة فيها تتم بصعوبة للتلاميذ الصغار خصوصا. و لا تعتبر وضعية المدارس المتواجدة في المناطق الريفية أحسن من مثيلتها في الوسط الحضري الذي يتوفر على شبكة توزيع غاز المدينة المستعمل في التدفئة المدارس حيث يقوم المسؤولون عن المدارس في المناطق الريفية مثل بلغراري و زهانة و بئر لكراطس و أولاد جبنون في بلدية عين عبيد مثلا بالاعتماد على ما تمنحه البلدية من وقود لاستعمال المدافىء التي تعمل بالمازوت خاصة في أيام الشتاء القارسة البرودة، و قد وجد مسيرو المدارس أنفسهم في حالات عدة متسولين للوقود من البلديات المنشغلة بشؤون مجالسها الشعبية المنتخبة حديثا، و أحيانا يستخدم بعضهم علاقاته الشخصية للحصول على وسيلة التدفئة للتلاميذ، و تقوم المصالح المعنية حاليا بتصليح شبكة الغاز التي تزود مدرسة لعداسي الابتدائية في برج مهيريس بعين عبيد، لتكون أقسامها دافئة مع عودة التلاميذ إليها بنهاية العطلة الشتوية حسب مصادر من المنطقة. و لا يزال تلاميذ مدرسة زرڤين ( خلفاوي أحسن) بابن زياد ينتظرون الانتهاء من أشغال تصليح تسرب على شبكة توزيع الغاز للتمتع بالدفء داخل مدرستهم التي يدخلون حجراتها مرتدين الألبسة الخشنة و الواقية من البرد، و قال أولياؤهم أن العملية طالت بينما لا يقوى التلاميذ الصغار على الدراسة في جو المدرسة البارد. ع.ش