جميل أن يصبح البرلمان حلبة أخرى للصراع على زعامة الأفلان وجميل أيضا أن نسمع بالبيانات المضادة التي يصدرها نوابه بين “شيات" لبلخادم وبين من يريد رأسه، هكذا على الأقل لا نتساءل عن تقصير هؤلاء النواب في معرفة هموم قراهم ومداشرهم التي أغلبها ما تزال دون ماء ولا كهرباء. الصراع انتقل من مقر الحزب في حيدرة إلى شارع زيغود يوسف وأصبحت الحرب بين الطاهر خاوة رئيس الكتلة البرلمانية للأفلان المساند لبلخادم والنائب جمعي الذي كان على رأس الكتلة البرلمانية يوما وتمت إزاحته منها، فتحوّل من مؤيد لبلخادم إلى كاره له مطالبا برأسه ورأس من معه. الطاهر خاوة الذي استأمنته دواوير باتنة في أن يوصل صوتها للبرلمان وجمعي الذي استوصت به مداشر تبسة حتى يطرح مشاغلها ويرفع عنها الغبن هاهما يتعاركان من أجل بلخادم الذي نجح في استعمالهما في حربه الشرسة ونسيا سبب وجودهما في هذه الهيئة التي جعلت منهما نوابا بعد أن كانا. كتبت الصحف يوما وقالت بأن خاوة حمل صورة بلخادم على كتفيه ووضعها في البرلمان أمام صورة الرئيس بوتفليقة حتى يتملق بلخادم ويرضيه أو ربما لأنه كان يراه هو وبوتفليقة في المكانة نفسها، وها هو اليوم يُخرج بيانات مساندة لبلخادم باسم الكتلة البرلمانية دون استشارة أحد في ذلك. هذه هي السياسة باختصار، معارك وحروب وبيانات مضادة ومصالح مشتركة ومتقاطعة و«شيتة" وليس هناك ضررا في استعمال مؤسسات الدولة من برلمان إلى مجلس أمة إلى وزارات دون أن يردعك أحد أو يقول لك عيب، بربكم أليس هذا التلباز والتعجان والبوندتيزم السياسي صارا متعبا؟ وصارت السياسة مثل “زيقو فايح" أكرمكم الله من يدخل فيه يتوسخ ويتنجس ويصبح لا يطاق!