يقولون بأن الكذب يكثر عادة قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد، ونحن في بلادنا وكثّر الله خير مسؤولينا الذين يعيشوننا دائما في الكذب حتى عندما لا تكون هناك انتخابات ولا حروب ولا صيد. قد تقولون إني أبالغ، ولكن صدقوني هي الحقيقة لسبب بسيط أننا شعب نحب من يكذب علينا ويجعلنا نعيش الخيال والأوهام وإلا كيف نصدق الجملة الشهيرة التي يغدق بها علينا كل من يحكم الجزائر منذ الاستقلال إلى الآن “أنتم شعب عظيم"! بالله عليكم أين هي هذه العظمة التي يتكلمون عنها ونحن من الستينيات إلى التسعينيات نذبح بعضنا البعض بالموس والكابوس؟ لا أدري ربما كانوا يقصدون عظمة الدموية التي تميزنا بها وتفننا في طرق الاغتيالات التي تطورت من الخنق بربطات العنق إلى تفجير الطائرات إلى وضع السم إلى الاغتيال المباشر والعلني على شاشات التلفاز؟ ألمانيا التي أنجبت أنشتاين وماكس بلانك، والتي تملك أكثر من مائة جائزة نوبل في العلوم، وتحتل المرتبة الأولى في أوروبا من حيث عدد براءات الاختراع، لم تخدع شعبها يوما وتصفه بالعظيم. واليابان التي تفوّقت على كل العالم بتكنولوجياتها لدرجة أنها اخترعت إنسانا آليا يسير على قدمين ويتكلم بلغة البشر، لم تتشدق يوما على شعبها وتقول له أنت شعب عظيم. إذن، العظمة لنا فقط نحن الذين نعيش عالة على بئر حاسي مسعود نشرب النفط ونتبوّل النفط ونُكشر في وجه كل من لا يصفنا بالشعب العظيم وننتظر الخطابات الطويلة للحكام العظام الذين بدورهم لا يبخلون علينا بجملهم الرنانة المفصلة على مقاس عظمتنا المزيفة.