شرعت مجموعة نواب من حزب جبهة التحرير الوطني، في عملية جمع التوقيعات على مستوى المجلس الشعبي الوطني، بغرض سحب الثقة من رئيس الكتلة البرلمانية الطاهر خاوة الذي حسبهم أصبح ناطقا رسميا باسم الأمين العام للحزب في البرلمان، ويقوم بتحرير بيانات مساندة لصالح الأمين العام دون استشارة التواب أو اطلاعهم بما يرغب القيام به. صل عدد الموقعين على لائحة سحب الثقة من رئيس الكتلة البرلمانية للأفلان الطاهر خاوة إلى 131 توقيع، في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن التحاق مجموعة من النواب الغائبين بأصحاب المبادرة للتوقيع على العريضة رفقة زملائهم بغرض تنحية خاوة من هذا المنصب، الذي يقول عنه زملاؤه، إنه يتصرف بطريقة انفرادية دون استشارتهم. وذكرت مصادر مطلعة من الكتلة البرلمانية للأفلان ل ”الفجر”، أن ”عددا كبيرا من النواب عبروا عن تذمرهم واستيائهم جراء إصدار رئيس الكتلة لبيان يعلن فيه تأييد ومساندة المجموعة البرلمانية للأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، والوقوف إلى جانبه لمواجهة الأزمة التي تعصف به وتهدد بقاءه على رأس الأفلان”. وأضافت نفس المصادر، أن البيان كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعت بعدد من النواب يقودهم رئيس الكتلة السابق والنائب عن ولاية تبسة محمد جميعي إلى التحرك في كل الاتجاهات، وجمع التوقيعات لسحب الثقة من رئيس الكتلة الذي أصبح -حسبهم- يستغل منصبه للحديث باسم نواب الحزب، والتدخل في شؤون لا علاقة للنواب بها وهي من صلاحيات اللجنة المركزية، كونها المخولة قانونا للفصل في مصير الأمين العام للحزب. وبالنسبة للنواب فإن ”طريقة تعيين النواب في هياكل المجلس كانت في الأصل محل تذمر واستياء، حيث ”حسب هؤلاء” لم يراع بلخادم جانب الكفاءات ولا النضال الحزبي، واعتمد على طريقة أخرى في التعيين، مما سبب نوعا من التذمر الذي تزايد وتضاعف مع تعيين الطاهر خاوة على رأس الكتلة”. وقد سبق وأن عاشت نفس الكتلة البرلمانية على وقع التذمر والاستياء والانشقاق بعد قرار الأمين العام للحزب بلخادم إجراء تغييرات على رأس الكتلة، حين قام بتعيين الطاهر خاوة رئيسا للكتلة البرلمانية خلفا لمحمد جميعي، حيث لم يتقبل النواب الطريقة التي تم بها الإبعاد، واصفين القرار بالتعسفي وغير المبرر كونه لم يتم استشارة أي نائب من الكتلة. وقد وصلت حينها عدد التوقيعات 128 توقيع لنواب لم يهضموا الطريقة التي تم بها إقالة جميعي، وتعويضه بالنائب عن ولاية باتنة الطاهر خاوة، حيث قال ممثلون عن هؤلاء الموقعين ”لم يتم إطلاع النواب عن سببها أو خلفياتها، لاسيما وأن رئيس الكتلة السابق كان يقوم حسبهم بمهمته على أحسن وجه، ويحرص على جمع النواب وتوحيد مواقفهم وآراءهم بالنظر إلى خبرته في العمل البرلماني”.