يرى الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول أن التهديد الحقيقي لا يكمن في توقف الإنتاج بقاعدة تيقنتورين، ولكن في المساس بأنبوب الغاز “ترانس مد" المتوجه نحو أوروبا عبر تونس والقريب من موقع الاعتداء الإرهابي، وأن ذاك الأنبوب ينقل 75 بالمائة من الصادرات الجزائرية نحو أوروبا، مقللا في ذات السياق من تأثيرات العملية الإرهابية على الاستثمارات الأجنبية، غير أنه أكد أن سوناطراك ستخسر رسوما على الأرباح الإضافية للشركات العاملة في قطاع المحروقات بالجزائر وذلك بتحمل الجزائر تبعات التأمين التي ستنفقها مستقبلا. ما هي تأثيرات الهجوم الإرهابي على الإنتاج الجزائري للغاز وصادراتنا نحو الخارج؟ الإنتاج الجزائري في تلك المنطقة يبلغ 9 مليار متر مكعب سنويا بمداخيل تقدر ب 3.9 مليار دولار سنويا، وفي هذه الحال لو قمنا بعملية حسابية بسيطة سنجد أن مردودية تلك المنطقة تقدر بأكثر من 10 ملايين دولار يوميا، كما أن إنتاج الجزائر في ذات المنطقة يقدر ب 18 بالمائة من الإنتاج الإجمالي، لكن ما يوجه إلى السوق الأوروبية من منطقة عين أميناس يقدر بحوالي 2 بالمائة فقط، ولكن هناك مخاطر أخرى ستتحول إلى مشكلة كبيرة لو تعرضت إلى تهديد إرهابي فعلي يؤدي، لا قدر الله، إلى تفجير المنطقة. فيما يكمن ذلك التهديد الذي تتحدثون عنه؟ القاعدة الغازية الواقعة بتيقنتورين مرتبطة مباشرة بحاسي الرمل، كما يعبرها الأنبوب الغازي الموجه للسوق الأوروبية عبر تونس المعروف باسم “ترانس مد"، وهنا يكمن الخطر الكبير على الاقتصاد الجزائري الذي يمون 75 بالمائة من صادرات الجزائر نحو أوروبا، بعبارة بسيطة هذا يرهن مستقبل العقود التجارية بينها وبين الدول الأوروبية، فلو وقع انفجار، سيصيب حتما صادرات الجزائر من الغاز بالشلل. لكن هل تعتبر المنطقة التي هاجمها الإرهابيون إستراتيجية في قطاع المحروقات بالجزائر؟ بطبيعة الحال تلك المنطقة تحتوي على أكبر احتياطي للغاز في المنطقة برمتها، ستشرع الجزائر في استغلاله عن قريب، خاصة أن احتياطات حاسي الرمل مرشحة للنفاد في أفاق 10 إلى 15 سنة المقبلة، والغاز المتواجد في المنطقة التي يطلق عليها ألرار التي يمتد فيها الحوض الغازي إلى غاية الأراضي الليبية يمكن أن يرفع الانتاج الجزائري للغاز في تلك المنطقة إلى حدود 30 بالمائة عوض 18 بالمائة الحالية. هل ستخسر الجزائر استثمارات أجنبية في السوق الجزائرية بعد هذا الاعتداء؟ لا أعتقد أن هناك تأثيرات سوسيواقتصادية، لست خبيرا عسكريا، لكن أود أن أوضح أن المناطق الغازية والبترولية في الصحراء الجزائرية لم تكن أبدا هدفا للجماعات الإرهابية المسلحة، يجب التساؤل لما يحدث هذا الآن؟ أود أن أوضح أنه من الخطأ أن تقدم الحكومات الغربية على مقاطعة استثماراتها في الجزائر لأن ذلك سيشجع المد الإرهابي في كامل المنطقة وعبر أقطاب مختلفة من العالم، ما يهم المستثمر قبل كل شيء هو ما سيجنيه من أرباح وعائدات في المشروع وسيكون لهذه الوضعية التي حلت بالجزائر وهجوم إرهابيين على قاعدة غازية بمنطقة تيقنتورين أثر على التأمينات التي ستتحمل تبعاتها الجزائر، كما هو الحال حاليا مع نيجيريا على سبيل المثال.