فرنسا تعاني من كثرة الهدرة وغزارة المعلومات المقدمة للرأي العام سواء كانت صحيحة أو خاطئة مثلما يحدث في قضية عبور الطائرات العسكرية للأجواء الجزائرية، حيث صرح وزير الدفاع الفرنسي بأن طائرات “رافال" تنطلق من فرنسا عبورا بأجواء المملكة المغربية وليس الأجواء الجزائرية، متجاهلا إعلان وزير الخارجية لوران فابيوس بأن بلاده حصلت على ترخيص من السلطات الجزائرية على عبور الطائرات لأجوائها. والجزائر تعاني من الصمت الصامت الذي لا يقدم للرأي العام أي معلومة وكأن هذه السلطة التي تدير البلاد ليس لها شعب يقلق ويستفسر ويحتاج إلى توضيح خاصة عندما يتعلق الأمر بالأرواح البشرية التي تسقط مثل الذباب. وفي الوقت الذي يتكلم فيه هولاند وأوباما ودفيد كاميرون وغيرهم من جماعة “ولاد خالة مول الباش" عما يحدث في أهم منطقة حيوية في بلادنا، لا نسمع صوت رئيسنا الذي أردنا كلمة منه سواء أثناء أو حتى بعد العملية التي قادها الجيش بكل جرأة ونجاح. السلطة اكتفت بعد كل هذه “المعركة" التي كادت أن تفجر صحراءنا بندوة صحفية للوزير الأول جاءت متأخرة عن الزمن بزمن ولخص كل ما حدث في عبارة استعراضية “مستعدون لخسارة كل شيء إلا النيف الجزائري". صراحة لا يمكن أن نقول سوى أن السلطة برمتها محتاجة إلى دروس دعم وتقوية في مجال الاتصال وقت الأزمة، لأنها إذا استمرت بهذا المنطق غير المفهوم، سوف تخلط على نفسها الأمور، ويصبح الجزائري ينتظر من هولاند وأوباما أن يفسرا ما يحدث في بلاد اسمها الجزائر.