لستُ أدري كيف تتجرأ فرنسا وتطلب فتح تحقيق في ما جرى بجنوبنا، وبقوات جيشنا ضد عناصر القاعدة، هذه القاعدة التي دخلت هي بسببها إلى مالي ونتج ما نتج من أمور لا يحمد عقباها. كُنّا في حالنا قبل أن يزورنا هولاند ويُستقبل بهز البطن من طرف السلطة التي لم تقل لشعبها أن كل تلك الهيلولة السياسية التي كان ظاهرها زيارة مجاملة مزينة ببعض الكلمات قالها هولاند عن تاريخ فرنسا الوسخ في الجزائر، كان باطنها اتفاقا حول خرق الحدود الجوية لخوض حرب لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد. عندما كان “الدق" في سنوات الدّم والدمار التي عاشتها الجزائر، كانت فرنسا تنظر إلينا كطاعون لا يجب الاقتراب منه، ولا حتى التفكير فيه، بل عملت كل ما في وسعها لتغذية الذبح والقتل في ما بيننا هي وبعض الدول العربية التي لا تتحرك إلا بأمرها، والآن بعد أن خرجنا من النفق تريد أن تحاسبنا على حماية منشآتنا النفطية التي ربما تريد من خلال ما حدث أن تعود إلى عصمة دوغول ويتصرف بها كما يشاء، كما فعل طيلة قرابة قرن ونصف من العبث والوحشية. فرنسا على ما يبدو ما تزال تتصرف مع الجزائر كولاية من ولاياتها، ونسيت أن عميروش وديدوش وزيغود وحسيبة... مازالوا على قيد الحياة وفي جيش أكثر تنظيما وتطورا من الجيش الذي “دكدك" خشمها في الستينات وأخرجها على أعقابها تجر أذيال الخيبة والفشل.