كدت أبكي وأنا أرى اليتيمة تستنجد بشلبية محجوبي حتى تدافع عن الإغارة التي قام بها الجيش في منطقة تقنتورين وتساءلت عن كل الزبانية الذين صنعتهم السلطة بحكومتهم وبرلمانهم وأحزابهم وقلت وين راهم؟ لم أجد الجواب وكل ما رأيته صورة شلبية التي لم تتغير منذ سنوات وبقيت امرأة بنفس الملامح ونفس الشعر الأشقر الذي أكله الشيب مثلما أكل السلطة تماما. هكذا إذا، دولة بكاملها صنعت ما صنعت من “خدام" كانوا دائما يعرفون كيف “يغيطو" وقت الغايطة، هاهي تجد نفسها وحيدة مجردة من كل هؤلاء سوى من جيشها الذي يفعل أكثر مما يتكلم. وظهر جليا لنا أن كل الهيئات الأخرى المصنوعة من الكرطون مثل برلمان الحفافات ومنتجع للكهول والحكومة بوزرائها كلهم ليسوا سوى مجرد “غاشي" لا ينفعون في شيء وحتى أصواتهم وأيديهم التي علّمتهم الدولة رفعها حينما يلزم الأمر لم نسمعها وسكتوا “ضربة وحدة" ربما لأن السلطة كانت مشغولة ونسيت أن تأمرهم بالكلام والشجب والندب كما كانت تفعل. على كل، كثر خير شلبية محجوبي، التي رافعت لصالح الجيش ودافعت عن خياره في استعمال القوة وتصدت لما يقول الغرب من كلام لا يعجب وشكرا أيضا للسلطة التي أكدت لنا أن صناعتها السياسية “راشية" بكل ما فيها من رؤساء أحزاب ونواب ووزراء كلهم دون استثناء، هكذا على الأقل حتى نكف عن “تشراك فمنا" ولا نقول لماذا استهانت هذه السلطة بكل هؤلاء الزبانية ولم تشاورهم في حرب مالي أو في تعديل الدستور أو حتى في سعر البطاطا.