ألزم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، مدراء مراكز البحث بإعداد تقارير مفصلة مرفقة بمقترحات تصب في تعزيز مراكز البحث بالقدرات البشرية، قصد تجاوز العجز المسجل في سلك الباحثين الدائمين، المقدر ب 2000 باحث دائم، وهو معدل بعيد عن المعايير المعمول بها دوليا، مؤكدا أن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى توظيف أزيد من 4500 باحث. شكل استقطاب الكفاءات والطاقات البشرية، محور أشغال الندوة الوطنية لمدراء مراكز البحث الوطنية، التي ترأسها وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نهاية الأسبوع الماضي، وحسب ما أكدته مصادر مطلعة، فإن الوزير من خلال تركيزه على هذه النقطة يسعى إلى تطبيق مخطط تفعيل دور مراكز البحث في الحياة اليومية للمواطن، وعدم حصر ما يتم التوصل إليه من نتائج واختراعات في هذه المراكز، ما من شأنه أن يسمح بتقييم إنجازات الباحثين في هذا المجال، غير أن العجز المسجل في سلك الباحثين جعل الجزائر ضمن قائمة الدول التي لا تتماشى كفاءاتها البشرية في هذا المجال مع المعيار المعمول بها دوليا، خاصة أن هناك من التوجهات ما يعتبر أن كل أستاذ باحث يمارس نشاطا بحثيا وينتمي إلى فئة الباحثين، ومنها من يقتصر على الباحثين الدائمين وهو السلك الذي يسجل فيه العجز، حسب المصادر ذاتها، التي أكدت أن في الجلسات التي عقدت العام الماضي تم من خلالها التأكيد على ضرورة مضاعفة تعداد الباحثين الدائمين وإدراج ذلك ضمن أهداف المخطط الخماسي إلى جانب عرض عناصر استراتيجية الطاقات المتجددة، في ظل خلق العديد من مراكز البحث وتوسيع هذه الشبكة ما جعلها تتجاوز الإشكال المطروح في الهياكل الجامعية، ما يفرض ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري وتعزيزه. وللتغلب على هذا العجز، دعا وزير التعليم العالي مدراء مراكز البحوث إلى إعداد تقارير مفصلة عن الوضع، وكذلك مقترحات ملموسة بهدف تطوير أساليب التدريب وإدارة الموارد، بما في ذلك المتعلقة بتعزيز القدرات العلمية لهذه المراكز البحثية، وحث وزير التعليم العالي المدراء على تكثيف التعاون والتنسيق بين مؤسسات البحث والجامعات، التي ترتكز بها أكبر مجموعة من الباحثين.