يرى الشيخ “ألفا داها كونتا"، عضو مجموعة علماء مالي ومرجع الطريقة القادرية بهذا البلد، أن متطرفي الجماعات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي، قاموا بفرض منطقهم بالقوة على المنطقة. وقال الشيخ كونتا، في هذا الحوار مع “الجزائر نيوز"، إن هؤلاء المتطرفين المسلحين ارتكبوا عدة فضائع، حيث عبر عن تأييده للتدخل العسكري الفرنسي بمالي لا سيما، كما قال، وإنه لم تعد هناك أية فرص لتغليب الحل السياسي في هذا البلد. كيف هو الوضع بمالي على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدت في جانب منها تدخلال عسكريا فرنسيا وإفريقيا بالمنطقة؟ اليوم، يعتبر الوضع لا بأس به، على اعتبار أنه قبل حوالي 8 أشهر أخذ ثلثي البلد من طرف الإرهابيين، وعلى نحو شمل “غاو" و"كيدال" و"تمبكتو"، هؤلاء الأشخاص كانوا ينهبون ويغتصبون النساء ويحطمون النسيج الاجتماعي. هل نفهم من ذلك، أنكم مع التدخل العسكري الأجنبي، والفرنسي تحديدا، في هذا البلد؟ نعم، أنا مع التدخل العسكري الفرنسي بمالي. وهل يعني ذلك، في رأيكم، أنه تم استنفاد كل فرص الحل السياسي؟ نعم، بالتأكيد استنفدت كل الفرص من أجل حل سياسي بمالي، وهؤلاء المتطرفون كانوا في منطقة “غاو" منذ فترة من أجل الحوار، لكنهم هاجموا جنوب مالي في اليوم الموالي. مع العمل الذي تقومون به لتأسيس رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل، هل يمكن في رأيكم الحد من نشاطات الإرهابيين من خلال مكافحة التطرف باعتباره مصدرا للإرهاب؟ هؤلاء الإرهابيون ليسوا ملمين جيدا بأمور الدين، لقد نادوا بتطبيق الشريعة، لكنهم كانوا ينهبون ويغتصبون النساء، كما أنهم لا يقبلون الحوار، وعندما وصلوا إلى “تمبكتو" أغلقوا المدارس والأسواق، لقد أقاموا بعض الاتصالات مع الأئمة لكنها لم تنجح، وبالنسبة إلى مسألة الإسلام وتطبيقه في الحياة العامة، لابد أولا من القيام بعمل تحسيسي أما هم - يقصد الإرهابيين - فقد دفعوا بالسلاح، وفرضوا منطقهم على السكان بشمال مالي.