قال وزير الخارجية المالي صاديو لمين سوو إن بلاده ''ستعمل كل شيء لأجل استرجاع سيطرتها على أراضيها في الشمال التي تهيمن عليها حركات أزواد وأنصار الدين''. وذكر أن كل من يدعمنا على تحقيق ذلك نرحب به سواء جاءت تلك المجهودات من الجزائر أو لست أدري من أين، من السويد أو موناكو أو من فرنسا، عندما تسير هذه الجهود في هذا الاتجاه فنحن متفقون معها''. وأفادت وكالة ''فرانس بريس'' بأن وزير الخارجية المالي في حوارها معه، لم يستعمل في أي لحظة عبارة ''التدخل الخارجي''، مثلما تريده مجموعة دول غرب إفريقيا ''الاكواس''، وهو ما يعني أن باماكو تشاطر موقف الجزائر الرافض للقوة العسكرية الخارجية. وضمن هذا السياق سألت وكالة الأنباء الفرنسية وزير خارجية مالي حول إمكانية مشاركة الجزائر في الخيار العسكري، غير أن السيد لمين سوو رفض الإجابة على ذلك، مؤكدا بأن مالي والجزائر ''تجمعهما روابط قوية'' ويتقاسمان ''نفس التحليل للوضع في شمال مالي''، مستطردا في هذا الصدد ''لا يمكنني قول كل شيء، لكن يمكنني القول إن الجزائر مستعدة لمساعدة مالي والوقوف بجانب حكومتنا''. وندد لمين سوو بالجماعات المسلحة التي تحتل مدن الشمال وتفرض جبروتها على السكان''، في إشارة إلى ''أنصار الدين'' التي تريد فرض الشريعة الإسلامية، وعناصر القاعدة والتوحيد والجهاد. وبالنسبة للسيد سوو هؤلاء ''إرهابيين لديهم السلاح ويعملون على اغتصاب النساء ونهب البنوك وتخريب ممتلكاتنا'' في تلميح إلى تخريب الأضرحة في تمبكتو التي اعتبرها بأنها ''تعد جرائم ضد الإنسانية''. موازاة مع تأكيده على إعادة بناء الجيش المالي الذي انقسمت قيادته على إثر انقلاب 22 مارس، اعترف لمين سوو بأن حكومة بلاده ''أخطأت عندما سمحت للتوارق العائدين من ليبيا بالدخول بأسلحتهم إلى مالي بعد سقوط نظام القذافي، إننا نأسف لهذا الخطأ''. في سياق متصل، تستضيف واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو يوم السبت المقبل قمة مصغرة لرؤساء دول غرب إفريقيا مع ممثلين عن الطبقة السياسية والمجتمع المدني في مالي بهدف الشروع في تشكيل ''حكومة وحدة وطنية'' في مالي. وقال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسول الذي تقود بلاده وساطة غرب إفريقيا لحل الأزمة المالية في تصريحات للصحافيين، إن ''بلدان مجموعة الاتصال حول مالي ستلتقي يوم السبت القادم لتقييم العملية الانتقالية المالية''. وصرح باسول إثر لقاء بين رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري والممثل الخاص لفرنسا في دول الساحل السفير جان فيليكس باغانون بأنه ''يجب التفكير في التقدم نحو حكومة وحدة وطنية ستكون قادرة على إدارة التحديات التي تواجهها مالي''. ومن جهته قال السفير الفرنسي الذي زار كوت ديفوار أول أمس، قبل توجهه إلى واغادوغو، إنه ''فهم'' أن ''أولوية'' بليز كومباوري ''كانت تأمين استقرار الوضع في باماكو حتى إذا كان هذا لا يمنعه من إجراء -بموازاة ذلك- مفاوضات خصوصا مع ''مجمل مجموعات الشمال ورئيس الوزراء المالي''، وهو ما يعني دعم فرنسي محتشم للحوار بعدما كانت باريس عراب التدخل العسكري الخارجي في المنطقة. من جهتها أعلنت حركة التوحيد والجهاد، أمس، أنها أطلقت سراح 25 عنصرا من حركة الأزواد تم أسرهم في الاشتباكات التي جرت بين الطرفين في مدينة غاو. وقال المتحدث باسم التوحيد والجهاد إن هذا الإجراء جاء بعد تدخل إياد أغ غالي زعيم حركة أنصار الدين المتحالف مع عناصر القاعدة.