أفادت صحف موريتانية أن حركة ''أنصار الدين'' قررت تعيين إدارة عسكرية لمدينة تمبكتو، بقيادة أمير سرية الفرقان في تنظيم ''القاعدة'' يحيى أبو الهمام. وقد أدان مجلس الأمن اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين السبعة الخميس الفارط في مدينة غاو شمالي المالي. أفاد بيان نشرته ممثلة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن، بأن أعضاء المجلس الخمسة عشر ''ينددون بكل أعمال العنف والنهب بما فيها المرتكبة في حق الأشخاص العاملين في المجال الإنساني وكذا اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين بمدينة غاو''. ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى ''الإفراج الفوري عن كل الأشخاص المختطفين والوقف الفوري لكل أعمال العنف''، وجددوا دعوتهم لكل الأطراف في مالي ''للبحث عن حل سلمي من خلال حوار سياسي مجد''. وعبر أعضاء مجلس الأمن من جهة أخرى عن ''انشغالهم العميق بشأن التهديد الإرهابي المتزايد في شمال مالي، بسبب وجود عناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وعناصر متطرفة في صفوف المتمردين''، وجاء البيان متزامنا مع أنباء عن مبايعة يحيى أبو الهمام واليا على مدينة تمبكتو، بينما تم تعيين سنده أبو عمامة نائبا له، وإن تسيير الحياة العامة في المدينة أصبح بيد الإدارة الجديدة. وقالت وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة، إن المئات من السكان نزحوا منذ الاثنين من مدينة تمبكتو، باتجاه العاصمة المالية باماكو، والحدود الموريتانية الجزائرية، خوفا من قصف جوي قد تتعرض له المدينة بعد الحديث عن احتمال تدخل عسكري في المنطقة تقوده دول الساحل. وروج أتباع ''أنصار الدين'' أن مبايعة قائد سرية الفرقان سببه خبرته بالمنطقة التي أقام بها سنوات عديدة، حيث كانت سريته مسؤولة عن المنطقة الغربية لأزواد بمحاذاة الحدود مع موريتانيا. وتوقعت المصادر أن يكون برفقة ''أبو الهمام'' أحد أبناء مدينة تمبكتو من المنتمين لأنصار الدين أو القاعدة، لمساعدته في تسيير شؤون المدينة. وأفادت المصادر ذاتها بأن عشرات المسلحين من المليشيات التي كانت تتبع للقائد الترفي في الجيش المالي ''الهجي أغ غامو''، قد انضموا إلى ''حركة أنصار الدين''. وأضافت المصادر أن عشرات المسلحين بقيادة أحد القادة الميدانيين لمليشيات ''الهجي أغ غامو'' يدعى ''الطاهر''، وصلوا إلى مدينة كيدال بأسلحتهم، على متن عشر سيارات عابرة للصحاري، وأعلنوا انضمامهم وولاءهم لحركة ''أنصار الدين''. لكن تواجد مجموعات إرهابية في الشمال لم يتوقف عند حدود ''أنصار الدين'' و''الجهاد والتوحيد'' و''القاعدة''، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن شهود، إن عناصر من حركة بوكو حرام النيجيرية، شاركوا في عمليات السيطرة على مدن الشمال، وفي المجموع أشير إلى تواجد نحو مائة من عناصرها في مدينة غاو. ومقابل التطورات في شمال البلاد، أكدت المحكمة الدستورية في مالي، أمس، رسميا شغور السلطة، وأعلنت أن تنصيب رئيس البرلمان رئيسا للدولة بالوكالة سيتم غدا الخميس، وجاء الإعلان من المحكمة العليا في جلسة عامة أعلن فيها شغور السلطة بعد أن قدم الرئيس المطاح به أمادو توماني توري نهاية الأسبوع الماضي استقالته رسميا. وسيشكل تنصيب الرئيس الجديد بداية مرحلة انتقالية تحددت في نص الاتفاق المبرم بين الانقلابيين والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.