حلّ، أمس، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالقاهرة للمشاركة في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في أول زيارة لرئيس إيراني يتولى مهامه إلى مصر منذ 1979، وكان في استقبال أحمدي نجاد نظيره المصري محمد مرسي. وجاءت زيارة نجاد (كأول زيارة لرئيس إيراني منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 التي كانت سببا في قطع العلاقات الدبلوماسية بين اثنتين من أكثر الدول أهمية في الشرق الأوسط)، في إطار المشاركة لقمة دول التضامن الإسلامي، حسب مراقبين- رداً على زيارة محمد مرسي لطهران العام الماضي، للمشاركة في ذات القمة، كأول رئيس مصري يزور طهران عقب توقيع اتفاق كامب ديفيد. وكانت تصريحات نجاد قبيل مغادرته طهران، عن الأمل في أن تمهد زيارته الطريق أمام استئناف العلاقات بين البلدين، قد أثارت ردود أفعال دولية وإقليمية عديدة، خاصة عن التصور الذي قدمه حول التنسيق بين مصر وإيران في الفترة القادمة على المستويات السياسية والأمنية. ومنذ وصول الرئيس محمد مرسي إلى السلطة في مصر في 2011، أعربت إيران مرارا عن رغبتها في تطبيع علاقاتها مع القاهرة، لكن السلطة المصرية الجديدة أعربت عن تحفظ حتى الآن عن هذا الموضوع. وفي أوت الماضي قام الرئيس مرسي بزيارة طهران، حيث شارك في قمة دول عدم الانحياز، وكانت تلك الزيارة الأولى لرئيس مصري إلى إيران منذ قيام الجمهورية الإسلامية في 1979. وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة، أمس، إن الرئيس المصري محمد مرسي “حرص على أن يكون على رأس مستقبلي أحمدي نجاد". وأضافت أنه “تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة خلال وصول وخروج أحمدي نجاد من المطار، حيث من المقرر أن يتوجه إلى الأزهر للقاء الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كما يقوم الرئيس الإيراني بزيارة مسجد الحسين المجاور للأزهر وزيارة منطقة الأهرامات الأثرية بمحافظة الجيزة". من جهته، طمأن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، دول الخليج العربي من الزيارة، بقوله: “أن أمن منطقة الخليج العربي من أمن مصر". وقال عمرو، في تصريحات صحفية على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول منظمة التضامن الإسلامي للتحضير للقمة الاسلامية بالقاهرة: “أكدنا باستمرار أن أمن الخليج من أمن مصر، ولن نسمح أبدًا بالمساس بأمن دول الخليج". وأضاف “نحن لن نسمح بأن تكون علاقاتنا الثنائية بأي طرف على حساب أمن الخليج". وأشار عمرو في ذات السياق إلى أنه من المتوقع أن يُجري خلال الأيام القليلة المقبلة اتصالًا هاتفيًا بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لافتًا إلى أنَّ كيري زار مصر في الفترة الأخيرة 3 مرات وتربطة علاقات طيبة به، وهي إشارة فهمت على أنها طمأنة للجانب الأمريكي الذي قد تكون له تحفظات من زيارة أحمدي نجاد للقاهرة. وقال الوزير المصري: “إنَّ إيران عضو في منظمة التعاون الإسلامي، وتمَّ توجيه الدعوة للرئيس نجاد للمشاركة في القمة مثل بقية رؤساء دول المنظمة، وهذا أمر طبيعي"، مؤكداً أن مسألة تطور العلاقات المصرية الإيرانية “متروك لتطورات الأوضاع" - على حد قوله -. وحول الخلافات التي تفجرت بشأن البند الخاص بسوريا في البيان الختامي للقمة، قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو: “من الطبيعي أن تكون هناك خلافات في وجهات النظر في قمة يشارك فيها أكثر من 56 دولة، وفي النهاية يمكن التوصل إلى صيغة مقبولة للجميع".