عقد، أول أمس، المؤتمر الدولي لدعم مالي، بمقر المفوضية الأوروبية ببروكسل، بحضور ممثلين عن 40 دولة من غرب إفريقيا وأوروبا إلى جانب هيئة الأممالمتحدة، الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، وشارك من الجانب الجزائري الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل. وناقش المؤتمر الدولي الذي ضم أكثر من 40 دولة إلى جانب منظمات دولية وإقليمية تطورات الأوضاع بمالي، ووضع خارطة طريق من أجل تقديم الدعم العسكري والسياسي وتغطية الحاجيات الإنسانية للشعب المالي، ويأتي هذا الاجتماع بدعوة من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ومجموعة الإكواس، ويهدف إلى توحيد الرؤى بين أوساط المجتمع الدولي بخصوص الأهداف المرجو تحقيقها من خلال الأجندة العسكرية والسياسية المتفق عليها، كما طالب المجتمعون المجتمع الدولي بمزيد من الدعم. ودعا الاتحاد الأوروبي في بيان، عقب الاجتماع الوزاري، تلقت “الجزائر نيوز" نسخة منه، إلى ضرورة احترام القوانين الدولية لحقوق الإنسان وحماية المدنيين، كما شجع السلطات المالية على اعتماد خارطة طريق من أجل العودة إلى النظام الدستوري الكامل والحوار الوطني، بإجراء انتخابات حرة كما تخطط لها الحكومة الانتقالية هناك، في شهر جويلية المقبل، ويستعد الاتحاد لإرسال عسكريين لتدريب القوات المالية منتصف فيفري الجاري، كما اتفقت فرنسا والولايات المتحدة على ضرورة أن توضع القوة الإفريقية في مالي تحت سلطة الأممالمتحدة “في أسرع وقت ممكن". وقد صرح الوزير المنتدب لدى الخارجية الفرنسية المكلف بشؤون التطور باسكال كونفان ل “الجزائر نيوز" على هامش الندوة الصحفية التي عقدها بمناسبة الاجتماع الوزاري عن الموقف الجزائري تجاه الوضع بمالي قائلا “هناك توافق كبير في الرأي بين فرنساوالجزائر، بالنسبة لما كان وجوب عمله وما يجب عمله مستقبلا". وعن الهدف من تنظيم هذا اللقاء الوزاري، يضيف باسكال كونفان “يهدف هذا الاجتماع إلى النهوض بالوضع الاقتصادي في مالي ولن يتحقق ذلك إلا بإحلال الأمن والسلم"، كما أعلن بالمناسبة عن عقد ندوة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية وبالتنسيق مع الحكومة المالية خلال الأيام المقبلة بنيويورك للعمل على إيجاد حلول للتحديات الراهنة بمالي.وعما إذا كانت فرنسا ستخرج من عملية “ايزما" بأقل الأضرار، يقول باسكال كونفان “فرنسا ليست لوحدها بالميدان، هناك الآلاف من جنود جيوش الإفريقية المشاركين في العملية وقد حضر أغلبيتهم، أما البقية فهي في طريقها للالتحاق بنا، بالإضافة إلى الجيش النظامي المالي". وفي سياق متصل، تحدث الوزير الفرنسي عن سبب عدم تقديم المساعدة لنظام بشار الأسد من أجل محاربة المتمردين كما هو الحال بالنسبة لمالي قائلا: “أن الحكومة المالية لجأت إلى المجتمع الدولي والتزمت بقراراته على عكس بشار الأسد الذي تعنت ولم يلتفت إلى أحد، ومارس التقتيل في حق شعبه". وأجاب وزير المالية مالي تيمان هوبرت كوليبالي في سؤال ل “الجزائر نيوز" على حقيقة طرد أقليات عرب والاستيلاء على ممتلكاتهم من طرف بعض أفراد الجيش الإفريقي، وهو ما يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، حيث قال “منذ مدة طويلة الوضعية الإنسانية الحرجة بمالي دفعت بالطوارق والعرب إلى الهروب من الشمال المالي بسبب اعتداءات المتمردين، وبعد استقرار الجيش المالي بالشمال لم يستطع مواجهة كل هذه الهجمات". وعن العلاقات الجزائرية المالية خلال سلسلة الأحداث الأخيرة، يقول “هناك علاقات أخوية بين الجزائر ومالي، وهناك تاريخ عسكري بين البلدين من التعاون ومكافحة الإرهاب". مبنى المفوضية الأوروبية ببروكسل: سعداوي إسلام