أكد العقيد الطاهر الزبيري، في ندوة مخصصة للذكرى 52 لاستشهاد علي سوايعي، صبيحة البارحة بمقر جريدة “المجاهد"، أن هذا الشهيد كان من المكافحين الذين آمنوا أن الجهاد والثورة لا يكونان إلا داخل الوطن، وليس خارجه “خاصة بعد التغيرات التي حدثت في النظام بعد وفاة العمري"، يقول الشاهد. ينتمي علي سوايعي إلى صنف الرجال الذين لا يتخلفون عن الإقدام أمام المخاطر، التي شكلها أمامهم خطي شال وموريس، كذا ما افتتح به العقيد زبيري شهادته الحية حول مسيرة رفيق السلاح، ونقل للحضور، بمنتدة الذاكرة بالمجاهد، اللحظات القوية والحاسمة في حياة الرجل ورفاقه، ممن عايشوا تحولات مجريات الثورة التحريرية، نهاية الخمسينيات، وكيف أنه اختار أن يكون داخل الحدود الجزائرية ليمارس جهاده: “بعد التغير الذي حدث في النظام بعد وفاة العموري ومحمد نواوره أو ما يعرف عند البعض بقضية العقداء، واتحفظ على هذه التسمية، بل لا اعترف بها أصلا"، يقول زبيري، أظهر سوايعي التزاما كبيرا بمناصرة الثوار في الداخل، ويضيف: “كان سوايعي وعمر راجعي اللذان استشهدا عند خط موريس، من طينة المؤمنين بأن الجهاد يكون داخل الحدود وليس خارجها"، لهذا أصر الشهيد ورفاقه وطاهر زبيري نفسه، على العودة إلى الجزائر بعد أن قضوا مدة في طرابلس، بإحدى المراكز التي تحولت فيما بعد إلى مدرسة للاتصالات على يد عبد الحفيظ بوصوف. روى زبيري من جهة أخرى، الصعوبات الجمة، التي تكبدها الضباط لقطع خطي شال وموريس: “كان سوايعي ذكيا، واستعان بمرشدين يحفظون المنطقة مثله، فاجتاز حاجز الألغام بأعجوبة". إلا أن مسلسل الدخول والخروج عبر هذين الخطين القاتلين، انتهى بمعركة غابة لبراجة في عمق الأوراس، حيث أصيب سوايعي بجروح عميقة في ركبته، تركته عاجزا عن مواصلة المواجهة، قبل أن يلقي الجيش القبض عليه. للتذكير ولد علي سوايعي، حسب محمد لمين بلغيث، في 16 مارس 1932، من أسرة متوسطة الحال، تتلمذ على يد الشيخ العربي التبسي، الذي كان قد التحق بتسبة عائدا من الأزهر سنة 1927. التحق بفيلق المجاهدين بسوق أهراس سنة 1955، وقبلها كان مناضلا في حزب الشعب الجزائري 1943 ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1946. كلف بعدة مهام قيادية بالولاية الأولى، إذ تولى مهمة التسليح والتموين، وقد شارك في مؤتمر طرابلس، ورقي إلى رتبة “قائد عضو قيادة الولاية الأولى" ثم عين قائدا لها سنة 1960. كذلك انصبت شهادات رفيقيه المجاهدين طاهر عبد السلام ومدني بجاوين في السياق نفسه، عددوا خصال الرجل الذي استشهد بتاريخ 10 فيفري 1961 بغابة بني ملول بلدية لمصارة ولاية خنشلة.