إذا كانت الدورة ال 29 لتظاهرة لكأس إفريقيا للأمم، قد انتهت يوم أمس، فإن الوقت قد حان لتقييم مستواها والوقوف عند المحطات البارزة التي شهدتها بدءا ببعض المفاجأت التي ميزتها، ومرورا بتراجع مستوى المنتخبات العريقة التي اعتادت لعب الأدوار الرئيسية وانتهاء بالمستوى الفني المتواضع الذي انفردت به الدورة وهو ما طرح العديد من التساؤلات عن الأسباب الحقيقية التي ساهمت في تراجع المستوى العام رغم الظروف المواتية التي جرت في المنافسة. ويمكننا في هذا المجال تحديد مجريات دورة جنوب إفريقيا في النقاط التالية: 1 إذا كان الحديث عن مستوى التحكيم الإفريقي الذي مافتئ يثير الجدل في العشريات الماضية بسبب ضعفه أحيانا وتحيزه أحيانا أخرى، فإن ما عرفته هذه الدورة من أخطاء فادحة ومردود سيء للغاية، أعادت إلى الأذهان الدور السلبي الذي لعبه الحكام الأفارقة في الماضي، وهو ما اعترف به رئيس الكاف عيسى حياتو، الذي أقر بوجود أخطاء تحكيمية أثرت على مجريات العديد من المقابلات. وإذا كانت خرجات بعض الحكام قد وصفت بالموفقة، فإن السواد الأعظم من الحكام الذين أداروا لقاءات المنافسة الإفريقية أبانوا عن ضعف كبير. 2 رغم الظروف المناخية الملائمة والهياكل الكروية الهائلة التي وفرتها جنوب إفريقيا لاستضافة هذا العرس الكروي، إلا أن ذلك لم يشفع لعشاق الكرة في هذه القارة من متابعة لقاءات في القمة، بعد أن أبانت جل المنتخبات المشاركة عن نقص في التحضير والجاهزية لهذا الموعد، وهو ما انعكس على الفرجة التي كانت غائبة، مما أفقد اللعبة نكهتها. ولكن كانت هناك أسباب موضوعية لتراجع مردود المنتخبات العريقة كونها تمر بفترات انتقالية ودخول بعض نجومها مرحلة التقاعد، فإن إجراء هذه الدورة بعد عام فقط عن الدورة الماضية لعب دورا سلبيا خاصة بالنسبة لتحضيرات المنتخبات. 3 إذا كانت جل المنتخبات الإفريقية الحالية تعتمد أساسا على بعض فردياتها المحترفة، فإن مردود هذه الأخيرة كان مخيبا للأمال، حيث عجزت بعض الأسماء المعروفة في قيادة منتخباتها ولم تقدم ما كان منتظرا منها، وفي هذا الإطار، فإن المثال الحي يمكن إسقاطه على منتخب كوت ديفوار، الذي فشل في الظهور بوجه لائق رغم ثلة اللاعبين المحترفين الذين يلعبون له على منوال دروغبا ويايا توري. 4 وأخيرا، إذا كانت هناك نقاط إيجابية في هذه الدورة، فإن مظاهرها تجلت في الوجه الطيب الذي ظهرت به منتخبات مغمورة مثل جزر الرأس الأخضر، الذي قدم وجها أذهل المتتبعين.