قلت لحماري المسكين بأن مجلة أمريكية قالت في أحد تحقيقاتها حول الوضع في الجزائر أن الشعب يرفض بشراسة فكرة الثورة. قال ناهقا...عن أي ثورة تتكلم؟ قلت... الثورات العربية التي يشعلها الفقر ويقودها الإسلاميون وترعاها أمريكا وقطر. قال... ولم تعلل لماذا هذا الشعب لا يريد أن يأتي على بلاده ويشعل النار فيها على الرغم من أنه محقور؟ قلت... قالت بأن الوضع يحتاج إلى إصلاح وفقط. قال ساخرا... بمعنى هي أيضا تقف إلى جانب السلطة التي دائما تقول بأنها ستصلح ولم تفعل شيئا؟ قلت.... ماذا تريد أيها الحمار التعيس قال بتعاسة... لا أريد شيئا ولكن إذا الشعب لم يلعب بالنار ولم يشعل الكبريت فعلى السلطة أن تحاول احتواء الوضع ولا تتركه مميعا كما تفعل الآن؟ قلت... ماذا تريد أكثر؟ قال ناهقا... أكثر؟ وهل أخذت شيئا حتى تتهمني بالمزيد؟ قلت... أنت لم تأخذ ولكن هناك الكثير من الشعب من أخذ سكنات ومحلات وامتيازات وغيرها. قال... هل فهمت الآن لماذا أقول لك يجب على السلطة أن تكون عادلة؟ قلت.... كيف ذلك؟ نهق نهيقا مخيفا وقال... مشكلتنا في أن الخير موجود والبلاد مرفهة ولكن عدم التوزيع العادل للثروة هو الذي يخلق الخلل وعدم المساواة ومن هنا تأتي الحقرة والظلم والتعسف وكل مصائب الدنيا. قلت... هكذا إذن يا حماري. قال... نعم الحل في العدل والعدل هو أساس الملك ومن دون ذلك لا مناص عن الخراب.