كثر الحديث عن زيارة هولاند للجزائر وكثر معها التقزز من الحركات اللاأخلاقية التي قام بها وزير الدفاع السابق وصاحبه على مرأى ومسمع الجميع، وأمام هذا أردت أن أحرك المياه الراكدة لحماري التعيس الذي ازداد تعاسة هذه الأيام. قلت له بكثير من السخرية، غرقولك البواخر أيها الحمار؟ لماذا تبقى صامتا هكذا دون كلام؟ أليس لديك ما تقول وهولاند سيحل ضيفا علينا؟ قال ناهقا... وهل أنا معني بالزيارة حتى أعطيك رأيي؟ لست معنيا لا من قريب ولا من بعيد حتى يمكن أن أتفلسف في الأمر. قلت... ولكن الوقاحة التي حدثت من طرفهم لا يمكن أن يمحوها الزمن؟ قال... من يهن يسهل الهوان عليه يا صديقي ولو كان الفرنسيون يرون فينا شعبا محترما لما تجرأوا علينا إطلاقا. اندهشت لكلامه وقلت... لماذا هذه السلبية يا حماري اللعين؟ قال والدمع يكاد يغلبه... الوطن غالي ولكن نحن لا نعرف قيمته وما يحدث لنا من ضغوطات من هنا وهناك ليس سوى نتيجة لضعف سياستنا الداخلية والجميع قد فهموا بأن البلاد ليست قطعة واحدة لا يمكن أن تتفكك وفهموا أيضا أن التمزق يسكننا لذلك لا يفوتون فرصة حتى يذلوننا مع إدراكهم التام بأن لا أحد سيرد عليهم. قلت... كيف تتصور أن تكون زيارة الرئيس الفرنسي وهل سيخرج الناس كما خرجوا لساركوزي وطالبوه بالفيزا؟ قال متنهدا... كل وقت ووقته يا عزيزي، ولا أظن أن الشعب سيهلل بقدوم هولاند ولا غيره. قلت... ماذا تغير؟ الوضع كما هو لم يتبدل فيه شيئا. قال ضاحكا... على الأقل بدأ الشعب يفهم أن فرنسا عدوته الأزلية ولا ينفع معها الترقيع الدبلوماسي الذي يقوم به أصحاب الشأن عندنا. قلت... يبدو أن ما حدث أحزنك يا حماري؟ نهق نهيقا مخيفا وقال... ما يحزنني أكثر هو ما يحدث في الداخل، أما ما يأتي من الخارج فيعني أصحابه فقط، ثم هل يمكن أن تطلع على خبايا البلد ولا تحزن؟ مستحيل أن يحدث هذا إلا إذا كنت بارد قلب.