وزير السكن يقول إنه لن يتحصل على سكن إلا طويل العمر، وأن المسألة ليست بالسهولة التي يمكن أن يتصورها أي كان. نهق حماري نهيقا خفيفا وقال: هناك طويل العمر وآخرون يا معالي الوزير. قلت: من تقصد بالآخرين يا حماري؟ قال: هذا شيء يجب أن أشرحه لك بالورقة والقلم، يجب أن تفهم من الغمزة يا عزيزي. قلت: أعرف أنك تقصد هؤلاء الذين فوق رأسهم ريشة. قال ضاحكا: كل الريش وليس ريشة واحدة فقط. قلت: لكن وزير السكن عندما يقوم بهذا التصريح، فإنه يقول للناس إقطعوا الأمل من الدولة. قال ساخرا: ومتى كان للناس أمل في الدولة؟ قلت: الكثير من الشعب ينظر لها نظرة اليتيم ويتمنى فقط التفاتة صغيرة. قال: أنت تتكلم عن هؤلاء الذين مازالت فيهم النية، أما باقي الشعب فقد فهم الدرس مبكرا، وأصبح يعرف أنه لا يملك حقا في البلد. قلت: أنا مواطن وأريد سكنا. قال ناهقا: إذن أنت يا إما نية يا إما مخبول. قلت: لا أنا بعقلي وأعرف حقي جيدا. قهقه حماري عاليا وقال: أنت تثير الشفقة أيها المواطن “النية"، وأمثالك للأسف كثر، ولكن يجب أن تفهم أن البلاد مقسومة. قلت: آخذ حقي. قال ناهقا: لا حق لك ولا تبحث عن المشاكل. قلت: أنا مُصر على ما أقول. قال ساخرا: إصرارك لن يفيد في شيء يا عزيزي و«الذي قفز قفز بكري"، وأنت مجرد مواطن على الهامش وسيأتي يوم وستحاسب حتى على ذلك.