قضى جمهور فضاء “بلاصتي" التابع ل “الجزائر نيوز"، لحظات خاصة جدا، ظهيرة السبت المنصرم، لدى مواكبة “غرفة الأصدقاء"، وهي مسرحية أنتجها المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، وناجى العمل شريحة المكفوفين، وتواصل معهم في فضاء غير عاد، صانعا جسور تفاعل مع أصدقاء مميزين حُرموا نعمة البصر، لكنهم لم يُحرموا نور البصيرة. بكل إرادة وعزيمة، رفع طاقم العرض تحدي الوقوف على خشبة المسرح وتقاسم يومياتهم مع الآخرين، واسترسل كوكبة من الممثلين المكفوفين في استعراض يوميات المنتمين إلى فئتهم، وخاضوا في عادات المشي واكتشاف الأمكنة التي يتواجدون فيها، وحرصهم على تفادي السقوط بالاستعانة بالأيادي المصنفة كعدسات تستوضح الفضاء المعتّم. وفي غرفة مظلمة، اجتمع المكفوفون محمد لحوالي، محمد أمين بن صافي، عبد القادر حميدي، وردة بوليلة، حكيمة بوذراع، ومباركة بلفكرون بأصدقائهم ممن استهوتهم دعوة اختبار الحياة دون نور، وبتوخي لغة الحركة فقط التي تعتبر مفتاحا اتصاليا يربط المكفوفين بالعالم. وعايش الجميع أجواء استثنائية ساهم في خلقها نص الصادق الكبير، وبمشاركة راضية رزين في الإخراج وسمير مرابط في المرافقة الموسيقية، وشارك في إنجاح العرض كل من عباس طويل، أمين غفير، سيد أحمد مرابط، نور الدين بوطاوس، شريف العربي ونصيرة قادري.