نجحت السلطة بأن تنقل الخلاف إلى السلفيين أنفسهم وتجعل الشيخ عبد الفتاح حمداش زعيم حزب الصحوة غير المعتمد يتلاسن مع الشيخ فركوس ويصفه بالرعديد الجبان لأنه حرّم تأسيس حزب سياسي والالتفاف وراء المتحزبين ويصف مريديه بالمرجئة والجامية أي الخوارج والتكفيريين. اللعب مع السلطة ليس سهلا خاصة عندما يتعلق الأمر بالحلال والحرام، فكل ما حللته على بلخادم وأويحيى وأبو جرة وقبلهم عباسي مدني وعلي بلحاج من رزايا وذنوب سياسية، لا تقبله الآن على الشيخ حمداش وهي حريصة أكثر منه على دخوله الجنة بعيدا عن نار السياسة التي يمكن أن تحمله الخطايا، فاستعانت مشكورة بالشيخ فركوس شارح النفوس وطارد الجن الشرير شمهورش الذي وسوس لحمداش وأراد أن يخرجه عن طاعة الله، ويدخله في الشرك السياسي. السلطة في خطوتها الأولى سخّرت إمكانيات وزارة الشؤون الدينية حتى تُبعد الأتباع وتبث الخوف في نفوس من يريدون التسلف والتزلف والدخول في حزب الصحوة السلفي، وبعدها جاءت بفتوى لشيخ حرّم من قبل الزلابية والتصديرة وأكل الكاشير وها هو يحرّم التحزب لأنه رجس من عمل الشيطان. لا نستبعد أن تكون الخطوة القادمة هي إقامة السلطة “لحضرة" خاصة بالشيخ حمداش تعمل فيها على رقيته من الوسواس الخناس الذي وسوس في صدره وجعله يفكر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما دعا من قبل في عهد الفيس في سنوات التسعينيات واستلزم دخوله السجن حتى يفهم أن المعروف بيّن والمنكر بيّن. السلطة “واعرة" يا حمداش وأنتم أيضا “واعرين" ولكن يجب أن تتذكر بأن دخول الجنة لا يكون بالضرورة بلحية ونصف ساق ويمكن أن تستشير الرعديد فركوس كما وصفته حتى يفتي لك بحرمة مجابهة السلطة من باب ولا تؤدوا بأنفسكم إلى التهلكة!