أودع زيراوي حمداش المعروف باسم الشيخ عبد الفتاح أحد المناضلين السابقين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحلة)، ملف تأسيس حزبه الجديد الذي يحمل تسمية "جبهة الصحوة الحرة" ذو الاتجاه السلفي، مبرزا أن هدفه هو إضفاء الصبغة السلفية على الساحة السياسية الوطنية والمساهمة في بناء البلاد وتنوير الأمة والأخذ بيدها، متوعدا في ذات الوقت السلطة في حال رفضت أو عرقلت طلب الاعتماد، باستعمال الوسائل السلمية للدفاع عن مطلبه، كما أكد تبرأه من أي روابط سالفة بالجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) التي عاثت في الأرض فسادا خلال فترة التسعينيات. وقال الشيخ عبد الفتاح في تصريح خص به أمس "السلام" "أقدمنا على هذه المبادرة سعيا منا لإقحام الاتجاه الإسلامي السلفي في غمار النشاط السياسي الوطني، وحرصا منا كذلك على المساهمة في بناء البلاد، وإصلاح الأمة بعيدا عن الصدام من خلال التغيير المرحلي التدريجي بعيدا عن نقيضه الجذري". وأوضح المتحدث بخصوص مخالفته لبنود الدستور الجزائري القائل بمنع تأسيس واستحداث الأحزاب ذات التوجه الديني أو العرقي، أنه لا يرى أي موانع تحرمه من هذا الحق الشرعي -على حد تعبيره- قائلا " سأمارس حقي رفقة زملائي بكل حرية فنحن جزائريون كغيرنا"، كما توعد السلطة في حال منعت أو عرقلت إجراءات اعتماد حزبه وقال "إذا كان النظام عاقلا ديمقراطيا سيمنحنا الإعتماد، وإن حدث عكس ذلك سندافع عن حقنا هذا بطرقنا السلمية القانونية النضالية". وتبرأ في السياق ذاته من الانتماء للجيا إحدى أخطر وأكبر الجماعات الإرهابية التي ذاع صيتها إبان العشرية السوداء، مبرزا بالقول "لا علاقة لي بهذا التنظيم ولا بأي نشاط إرهابي، فسبب دخولي السجن في الفترة الممتدة ما بين 1993 إلى غاية 2001 كان راجعا للإظطرابات التي عاشتها الجبهة الإسلامية للإنقاذ آنذاك، بحكم أنني كنت أحد الشباب المنضوين تحت لوائها". هذا ورفض الشيخ عبد الفتاح الرئيس المؤقت لحزب الصحوة الحرة الكشف عن أسماء الأعضاء المؤسسين، مشيرا إلى أن بعضهم من نشطاء الجبهة الإسلام للإنقاذ سابقا. ويعرف زيراوي حمداش المدعو الشيخ عبد الفتاح أنه من الذين أرادوا بعث التيار السلفي من خلال التجنيد الدائم للشباب الملازم للمساجد حول عدد من القضايا وكان أبرزها موضوع غزة، كما عرف بأنه من الداعين إلى مصالحة بين السلطة وفلول القاعدة إلا أن الجماعات الإرهابية كلها رفضت الإصغاء إلى دعوته، فيما ذهب البعض إلى اتهامه بخدمة مصالح جهات في السلطة. هذا الحماس، جعل زيراوي يخرج عن نطاق العمل الدعوي ويؤسس حزبا يدخل من بوابته الساحة السياسية.