شكل موضوع “المشروع الحضاري عند مالك بن نبي"، محور ملتقى وطني، انطلقت أشغاله، أمس الإثنين، بجامعة الجلفة، بمشاركة عدد من الأساتذة والباحثين الجامعيين. وتتمحور إشكالية هذا الملتقى الوطني الذي بادر إلى تنظيمه مخبر المصطلح والمخطوط والأدب الجزائري المكتوب في الصحافة بجامعة “زيان عاشور"، بالجلفة، على مدى راهنية فكر مالك بن نبي ومدى صلاحيته، اليوم، وكذا ماهية الإسهامات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي طرحها هذا المفكر في معالجة مشكلات التنمية والتخلف في العالم العربي الإسلامي. وفي مداخلة افتتاحية قدمها الأستاذ الطاهر الإبراهيمي من جامعة بسكرة بعنوان “ملامح الفكر التربوي عند مالك بن نبي" أكد فيها أن “الإبحار في فكر هذا المفكر ليس بالأمر السهل ولكن الضرورة تدعو إلى ذلك"، مضيفا بأن “هذا الرجل الذي جاهد بالعقل والفكر يمتلك غزارة فكرية تجرف الأحداث برؤية". وأوضح المتدخل أن أفكار بن نبي التي تقود المجتمع من الركود واليأس إلى حالة تعيده إلى الحضارة بقوة، لاسيما في جانبها التربوي “تعتبر أفكار تحتاج إلى الدراسة والتحليل وهي ليست مجرد تأمل أكاديمي أو بحث في عالم الأشياء، بل هي تفكير شامل أتى به هذا المفكر". ومن جهته، تناول الأستاذ حسان عبد الله حسان، المشارك من جامعة دمياط من جهورية مصر العربية، في مداخلته حول “التصور الفكري للأزمة الحضارية ومنهجية المعالجة عند مالك بن نبي"، أبرز فيها أن هذا المفكر الجزائري، أشار إلى ضرورة تحقيق ثلاث متطلبات للعبور إلى محطة الحضارة الأولى ذات صلة بالإنسان “العابر" وهو محور التحريك والبناء الحضاري. والمتطلب الثاني يتمثل -كما قال- في جسر العبور، حيث الاهتمام بالثقافة كزاد وأخيرا محطة الحضارة، حيث التشييد. جدير بالذكر، أن هذا الملتقى الذي ستدوم أشغاله يومين كاملين بجامعة بالجلفة، يشارك فيه أساتذة وباحثين من عدة جامعات من ربوع الوطن، كجامعة بسكرة وتلمسان وورقلة و الوادي وسطيف والشلف والمسيلة.