ألقى باحثون في جامعة البحرين خلال ندوة علمية نظرة على فكرة وسيرة المفكر الجزائري مالك بن نبي، متوقفة عن أهم محطات حياته، وأفكاره النهضوية التي بحثت في أسباب التخلف وشروط الحضارة. وأجمع المشاركون في الندوة التي نظمتها اللجنة الثقافية في كلية الآداب الجامعة أمس على أن مالك بن نبي استطاع أن يقرأ التراث الغربي قراءة واعية وأن يدرس التراث الإسلامي، ويصوغ نظرته بشأن التغيير وإعادة البناء متأثراً في ذلك بابن خلدون. وتحدث في الندوة عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتور عدنان زرزور الذي التقى بالمفكر الجزائري وتأثر بأفكاره. وقدم للندوة منسق اللجنة الثقافية أستاذ الإذاعة والتلفزيون في قسم الإعلام والسياحة والفنون الدكتور محمد السيد، الذي لفت إلى جهل الكثير من الدارسين بأفكار مالك بن نبي، مشيراً إلى أن نتاجات بن نبي بديعة واتسمت بقدرته على توليد الأفكار والمصطلحات الخاصة به. ولفت د. زرزور إلى أنَّ مالك بن نبي كان قادراً على إحداث تغيير في حياة من يقابلهم، وذلك ما حدث للكثير ومنهم المتحدث نفسه الذي التقاه غير مرة في سورية. ونبه إلى أن "المفكر الجزائري فرَّق بين التكديس والبناء"، مشيراً إلى أن "المجتمع المتخلف يفتقد للأفكار". وقرأ د. زرزور شطراً من سيرة مالك بن نبي الذي ولد في مدينة تبسة سنة 1905م، وعمل في القضاء، ثم انتقل بعد دراسته الثانوية إلى باريس حيث تخرج عام 1935م مهندسا كهربائيا. وقد اتجه منذ نشأته نحو تحليل الأحداث التي كانت تحيط به، وقد أعطته ثقافته المنهجية قدرة على إبراز مشكلة العالم المتخلف باعتبارها قضية حضارية. وأصدر في باريس باللغة الفرنسية، جملة من كتبه نحو: الظاهرة القرآنية، لبيك، شروط النهضة، وجهة العالم الإسلامي. وفي عام 1956 لجأ إلى القاهرة، وقد طبعت له وزارة الإعلام بالفرنسية كتابه: الفكرة الإفريقية الآسيوية، وترجمت كتبه إلى العربية ثم أصدر بقية كتبه بالعربية. وعاد إلى الجزائر سنة 1963 حيث عين مديرا عاما للتعليم العالي وأصدر: آفاق جزائرية، مذكرات شاهد للقرن، ومشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، والمسلم في عالم الاقتصاد. وفي سنة 1967 استقال من منصبه، وتفرغ للعمل الفكري إلى أن وافاه الأجل في العام 1973.