لا أدري هل سمع بوتفليقة كلام وزير المالية الأسبق عبد اللطيف بن أشنهو عندما قال بأن رئيس الجمهورية مُحاط بالمتوددين أكثر من المؤيدين وبدقة أكثر سماهم “الشيّاتين" الذين يقدمون له استشارات مغلوطة لا أكثر. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل يمكن أن يكون ما قاله بن أشنهو صحيحا؟ و لنفترض ذلك، ترى من له مصلحة في إحاطة الرئيس بالشياتين والشياطين ولحساب من يعملون؟ صحيح أن أول طرق تقدير ذكاء الحاكم أن تنظر لمن يحيطون به والأكيد أن بوتفليقة يتمتع بالذكاء الذي يجعله يفرق بين الشيطان والملاك حتى يختار محيطه ولكن لا أدري لماذا هناك صوت بأعماقي يقول أن بن أشنهو على حق. خاصة أن الكلام صدر من فم رجل شغل منصب وزير المالية مرتين في حكومة بوتفليقة وهذا يؤكد أنه يعرف المحيط ومحيط المحيط ويعرف أيضا الشياتين والشياطين الذين يتكلم عنهم والذين ربما عرفهم عن قرب ما دام أنه كان مقربا هو أيضا من بوتفليقة شخصيا خاصة في عهدته الأولى. الشيء المخزي في بلادنا هو أن الجميع يستعرض عضلاته السياسية عندما يرى أن مصالحه الشخصية يمكن أن تمس ولا أحد يشير بالأصبع للشيطان أو الشيات إذا كان بعيدا عن النار حتى لا تحرقه وبمجرد أن يلسعه اللهب تجده يرشق الكلام هنا وهناك ويستعمل الجمل الغليظة والرنانة حتى تصل رسالته لمن يهمه الأمر. نحن لا نستطيع أن نحكم على كلام بن أشنهو الوزير الذي عرف المال والمحيط ولكن ماذا يمكن أن يقول بوتفليقة في محيطه هذا الذي سبق وأن وصل به الأمر إلى حد فبركة إشاعة موته؟