هكذا ودون أي مقدمات، يظهر في الجزائر حوت جديد من حيتان الفساد التي تكبر في الظل دون أن يحس بها أحد وتخرج للعلن بشوارب كبيرة مثلما يخرج هذه الأيام اسم فريد بجاوي، هذا الأربعيني الذي يملك القصور والشقق الفخمة ومزارع الكروم التي اشتراها برشاوى صفقات شركة سوناطراك. أكيد كلكم تعرفون أن هذا الفريد هو ابن أخ وزير الخارجية الأسبق محمد بجاوي الذي تبرأ منه خلال الأيام الماضية وزعف زعفا شديدا من الأصوات التي تربط بينه وبين قضايا الفساد التي تورط فيها قريبه. كذلك زعف الكثيرون عندما عرفوا أن السي فريد “بزع" أمواله المسروقة واستثمرها في إنتاج “الروج" في المدن الإيطالية، وكأن الرجل أخطأ في اختياره هذا، وكان عليه أن يتبرع بالرشاوى لبناء جامع أو مسجد. فريد الذي يعيش متنقلا بين شقته في مدينة فوش الباريسية وقصره في دبي لا يهمه ما يحدث في الجزائر ولا ما يقال عنه ولا عن الأموال المسروقة وسوف يسير على درب الخليفة عبد المومن الذي تبوّل على البلد وشعبه ولم يجد من يلجمه، ومع أنه صاحب أكبر فضيحة مالية بعد فضيحة ال 26 مليار المسروقة إلا أنه لم يحاكم ولا هم يحزنون. هذا الحوت الجديد أكيد أنه يخفي حيتان أكبر منه تكون على شاكلة الحيتان التي اختفت وراء الخليفة تماما، ولكن من يجرؤ على رمي الصنارة وإخراج ما في قاع البحر، على كل لا نملك أن نقول سوى “بصحتك الخبطة".