من أطرف ما سمعت خلال هذا “الويكاند النسوي" ما قالته أحد النائبات في الدفاع عن “نون" البرلمان، حيث شبّهت نفسها بالتلميذة في السنة الأولى التي جاءت لتتعلم أبجديات العمل السياسي والتعرف على كيفية مناقشة القوانين التي تهم الشعب بعد أن كانت ممرضة في قسم الولادة! ما تقوله هذه “القابلة" هي وغيرها من النسوة الموجودات طبقا لقاعدة الكوطة والكوكوطة والتي جيء بهن لأعلى هيئة تشريعية في الدولة التي يتم فيها مناقشة وإصدار القوانين والتشريعات، يدعو فعلا للحيرة والسؤال، ويجعلني أسأل وأنتم أجيبوا بربكم وبكل صدق كيف يمكن لهذه “النون" التي جاءت لتعلم الحفافة في رأس اليتامى من الشعب أن تُسائل وزيرا مثل عمار تو أو وزيرا مثل غول أو حتى وزيرة مثل خليدة تومي! فعلا أمر محير ولا إجابة له سوى أن هذا التمثيل “النوني" الذي اعتمد على الكوطة ليس سوى عملا ارتجاليا من شأنه أن يعقد الأمور أكثر مما يحلها خاصة عندما تعترف إحداهن من داخل البرلمان بصحة وجود عاملات النظافة والحفافات معتبرة أن لهن كامل الحق في التواجد في هذه الهيئة التشريعية. على كل حال هذا هو الواقع شئنا أم أبينا وعلى ما يبدو إن المشكلة فينا لأننا نحلم دائما بسروال أكبر منا لأن السلطة تعرف كيف تختار “غاشيها"، ودليل ذلك وجود هذه القابلة في هذا الظرف بالذات من شأنه أن يُسهل المخاض العسير الذي يمر به الدستور ومن شأنها هي أن تقوم بالعملية القيصرية التي لا يقدر على فعلها أعتى عتاة رجال القانون، قلت لكم أن السلطة تعرف ما تفعل ولكن نحن هم أبناء الكلب الذين لا يعجبنا العجب!