لم يرد حماري أن يمر على زيارة كريستين لاغارد مرور الكرام، وبقي ينهق نهيقا مثيرا وهو يبحث في السبب الحقيقي الذي “طيح لمحبة" بينها وبين الجزائر التي كانت إلى وقت قريب تُعامل معاملة المجراب الذي لا يجب الاقتراب منه. قلت له ساخرا... ربما الكموسة التي أخذها الصندوق الدولي انتهت وجاءت لتغرف من جديد مادمنا نعيش على وقع قاعدة المال السايب. قال وهو يضرب بذيله... سايب ونص ومع ذلك دراهم المشحاح ياكلهم المرتاح قلت... المفيد ماذا تتوقع أن يكون وراء هذه الزيارة؟ قال... لا أدري ولكن يبدو أنها ستدور حول الدراهم وفقط قلت... غريب أمرك عندما تغلق دماغك لا أحد يمكن أن يناقشك قال... صدقني لا أعرف السبب الحقيقي الذي جعلها تزورنا ولكن الأكيد أن السلطة تعرف. قلت ضاحكا... متأكد أنت أن السلطة تعرف السبب؟ قال... ممكن جدا أن تكون على علم بخبايا الأمور ومن الممكن أيضا أن تكون هي أيضا طرشة في زفة كبيرة قلت... تعني أن الأفامي يمكن أن يسطو على مالنا دون رغبتنا؟ أطلق حماري قهقهة عالية وقال... القوة تفعل كل شيء والضعيف لا يمكنه أن يحرك ساكنا وأنت تفهم من هو القوي ومن هو الضعيف طبعا. قلت بعد أن أطلقت تنهيدة كبيرة وعميقة... يا حزني على بلدي قال... وهل عندك بلد أيها المواطن المغفل؟ قلت... على الورق نعم، نملك بلدا عظيما فيه من الخير ما يشمل الجميع ولكن شرذمة الفاسدين والمفسدين هي التي جعلت منه مطمعا كبيرا لغير أهله. قال... هذا واقع لا يمكن أن يغيره حتى شمهروش ملك الوحوش يا عزيزي قلت... إنك قاتل أيها الحمار نهق في وجهي نهيقا عنيفا وقال... أنا مقتول ولكنك ترى عكس الأشياء هذا هو الشعب دائما يرى بالمقلوب.