قلت لحماري بعد أن أذيع خبر استقالة الأمين العام للأرندي من منصبه أن السياسة بدأت تتحرك عندنا وربما ستشهد الكثير من التغييرات والانقلابات على شاكلة ما حدث لأويحيى، لكنه لم يحرك ساكنا وبقي غارقا في التفكير. قلت... في ماذا تفكر يا حماري يبدو أنك تشفق على أويحيى من الرحيل؟ نهق نهيقا حزينا وقال... بل أشفق على حالي وحالك مما سيحدث. قلت باندهاش... ماذا سيحدث أيها الحمار اللعين؟ قال... الانتخابات قادمة وأكيد البلد ستقف على قدم وساق حتى “تُنجح" كما تقول السلطة هذا الأمر. قلت... وما ضرك أنت وأنا في هذا؟ وما دخل رحيل أويحيى أيضا؟ قال... ضرنا سيكون في تلك الممارسات السياسية التي سيقوم بها الموالون للذين سيرشحون للانتخابات وسوف ترى العجب، أكثر من الذي رأيته في المحليات والتشريعيات، أما أويحيى فذهابه هذا لا ندري هل هو بغاية الرجوع أم أنه ذهاب بلا عودة؟ قلت... هذا الرجل خدم الدولة كثيرا. ضرب الأرض بحافريه وقال... ومن أنت حتى تقيّم الرجال، في بلادنا هناك سلطة واحدة هي التي تقرر من يبقى ومن يرحل. قلت... السياسة واعرة يا حماري؟ نهق نهيقا كئيبا وقال... أكثر مما تتصور. قلت... لماذا إذا نجد من المغامرين الذين يدخلون المعركة ويعرفون بأن بحر السياسة غدار وسيغرقهم آجلا أم عاجلا؟ قال بحزن... لأننا كما قلت نملك مغامرين وقراصنة ينشطون في الساحة السياسية لذلك تكون النهاية غالبا سيئة. قلت... حتى الدول التي تمارس السياسة الفعلية أيضا تتعرّض للهزات. قهقه عاليا وقال... لا تقارن نفسك بهؤلاء واكتفي بما هو عندك من بؤس سياسي يلفه الغموض ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعرف أسبابه ولا نتائجه.