لم يهتم حماري كعادته للخبر الذي قال بأن زلزالا قويا سيضرب البلاد في الأيام القادمة، ولم يهتم أيضا بكلام زرقين الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك الذي قال كذلك بأن “البترول بدأ ينشف"، هذا ما جعلني أستفزه بكلامي قائلا... ما بك أيها الحمار، هل شخت وما عدت تتابع الأحداث؟ أم أن قضايا الفساد الكثيرة والمتتالية جعلتك تسد أنفك وتستريح وتريح؟ نهق نهيقا مخيفا وقال... هو الهدوء الذي يسبق العاصفة يا عزيزي. قلت... عاصفة سوناطراك أم عاصفة الزلزال؟ قال... كلها تصب في مجرى واحد ولا يمكن أن تفصل بينهما قلت... وعواصف السياسة هل تتوقعها أن تثور؟ قال ساخرا... كيف تثور وقد قطعت كل الرؤوس قلت... رأس بلخادم سيعوضه رأس آخر لن يقل خبثا ودهاء عن سابقه، أما رأس أويحيى كذلك سيخلفه من يناور مثله، أما أبو جرة فالسباق لخلافته أيضا قائم على قدم وساق. قال... لا يكفي يا عزيزي. قلت... ماذا تريد إذن أيها الحمار التعيس؟ قال... أنا أرى فيما يرى النائم أنّ عاصفة سياسية كبيرة ستقتلع الأشياء من جذورها وستختلط الدنيا أكثر مما سيفرزه الزلزال أو غيره. صحت من مكاني.... يا لطيف قال... ادعو ربك أن يكون رحيما معنا هذه المرة. قلت.. هل هناك رائحة كريهة في الأفق؟ ضرب الأرض بحافريه وقال... روائح كثيرة مختلطة فيما بينها ولا يمكن أن تفرق بينها لأنها متداخلة. قلت... يا لطيف ألطف بنا. قهقه عاليا وقال... هذا ما يفعله الضعيف الله يكون فالعون.c