أصبحت الحياة نكتة سخيفة، هكذا قال حماري وهو يعبث في الفيسبوك، الذي أصبح عالمه المفضل منذ مدة وحصل من خلاله على أصدقاء افتراضيين من عالم افتراضي الجميع يتكلم وراء الستار. قلت له ساخرا... يبدو أن حياة السر أصبحت تستهويك يا حماري؟ نهق نهيقا مرا وقال... قلت لك أن الحياة أصبحت نكتة ولكن رغم ذلك ليست مضحكة ولكنها مثيرة للبكاء أكثر من أي شيء آخر. قلت له مندهشا... نكتة مبكية لم أسمع عن هذا من قبل؟ ضرب بذيله يمينا ويسار وقال... الحياة تجعلك تكتشف أشياء لم تكن في حسبانك أبدا وتعيش أمورا لم تكن تتخيلها حتى في المنام؟ قلت له... يبدو أن ضربة عين امناس جعلتك محللا بارعا؟ قال ساخرا... ليست تلك فقط، ولكن أشياء كثيرة تحدث دون معرفة أسبابها ولا يمكن أن تفسرها مهما اجتهدت. قلت... أكيد السياسة هي التي جعلتك تقول هذا الكلام؟ قال ناهقا... وهل هناك غير السياسة التي تضيق الخاطر؟ قلت... عندما تكلمت عن النكت ظننت أنك ضربت الدنيا بكرعيك وأصبحت تفكر في ما يضحكك فقط ولكن يبدو أني أخطأت في ذلك. قال... لم تخطئ السياسة هي النكتة المضحكة التي نعيشها على الرغم من عدم ممارستنا لها ولا فهمنا لشؤونها إلا أننا صرنا نضحك عن الوجوه العابرة التي تصنعها السلطة حتى تزهينا بها. قلت... يبدو أن قلبك تعمّر من جديد يا حماري؟ تنفس بعمق وقال... هو كذلك، وكل ما تراه مجرد تسلية حتى أنسى الواقع المر المفروض علينا من طرف هؤلاء الذين يخافون كل شيء ولكن لا يخافون الله في شعوبهم التي سيحاسبون عليها أمام الله. قلت... كفاك مبالغة أيها الحمار اللعين. قال غاضبا... وأنت كفاك كذبا على نفسك أيها الشعب.