أولا هل أنتم مع الإعدام كعقوبة؟ السؤال لا ينبغي أن يكون بهذ الكيفية والجواب أيضا لا يكون على نحو مطلق بنعم أو لا، نحن مع إلغاء الإعدام ولكن إذا طالبنا ببقائه كعقوبة فإن ذلك ليس على نحو مطلق، على اعتبار أن هناك تفاصيل في الموضوع. أولا الحكم بالإعدام ينبغي أن يكون محاطا بضمانات، منها أن لا يكون عبارة عن تصفية حسابات كما يحدث في السياسة، أوانتقاما، وبالتالي فمن الناحية السياسية يجب أن يكون ملغى والحكم بالإعدام سياسيا ينبغي أن يعاد النظر فيه. أما فيما يخص القضايا الجنائية على غرار قتل الأطفال وغيرها، فالأمر يتعلق بشرط توفر العدل وأن تكون الجريمة ثابتة بالأدلة، وتوصل حكم العدالة في ذلك يكون ثابتا وبشروط، أولها أن إمكانية العفو تبقى قائمة من جانب أهل القتيل. وإذا كان الحاكم الأول في البلاد وجد خللا في الحكم وعدم وجود عدل في القضاء فيحق له التدخل لإلغاء الحكم. ما عدا ذلك فإن حكم الإعدام ينبغي أن ينفذ إذا ثبت بالدليل، خاصة فيما يتعلق بالجرائم ضد الأطفال الذين لا ذنب لهم ويستغل ضعفهم وينزل بهم المعاناة والقتل والتنكيل الذي لا تقبل به ديانة أوقانون. هل حدثت إعدامات في تاريخ المسلمين، وكيف كان أثرها من ناحية الإجرام في المجتمع؟ تنفيذ الإعدام خالطته ذبذبة، على اعتبار أنه أحيانا يقضى على شخصية لشبهة فقط، ومثلا فإن الإمام الجليل أبو حنيفة النعمان وما عاناه من تعذيب وتنكيل وسجن لم يكن مبنيا على عدل، ولكنه تصفية حسابات، وهذا مدان باسم الإسلام وباسم القانون. ولكن من حيث الأثر عموما، هل أدت الإعدامات إلى تقلص الإجرام في المجتمعات التي نفذت فيها؟ في اعتقادي فإن القضية موقوفة على نوعية المجتمع ونوعية الحالة السياسية ونوعية القضاة الذين يحكمون، ولكن لا ننسى أن الإعدام هو نوع من القصاص، والمولى عز وجل يقول {ولكم في القصاص حياة}. لكن القصاص ينبغي إحاطته بضمانات تتمثل في نزاهة الحاكم والقاضي والمجتمع الذي يعيش فيه المتهم.