عبّر عضو فاعل من المدافعين عن مطالب بطالي الجنوب، عن استغرابه لمضمون بيان صدر عن تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي" بخصوص ما أسماه “مساندة انتفاضة أبناء الجنوب في الجزائر" وفق التعبير الذي استعمله البيان الذي نشرته وكالة نواقشوط للأنباء الموريتانية أمس السبت. وقال ذات المتحدث، الذي يعتبر أيضا عضوا فاعلا في المنظمة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، في هذا الإطار:"هذا أمر يثير الاستغراب، فكيف لتنظيم إرهابي أن يتبنى مطالب مشروعة عبّر عنها شبان بطريقة سلمية؟". وأشار ذات المتحدث، الذي فضل رفض الكشف عن هويته، أن هذا الأمر - يقصد بيان التنظيم الإرهابي - حول مطالب بطالي الجنوب من شأنه أن يكسر حركة البطالين ولا يعمل على مساعدتها، مضيفا بقوله:"نحن لا نحتاج مساعدتهم". وأكد ذات المتحدث بقوله “طرقنا وطرقهم - يقصد إرهابيي التنظيم - ليست هي نفسها، وشتان بين العمل المسلح الذي يعتمده التنظيم وبين مطالب الشباب الاجتماعية في العمل والكرامة". وكان بيان صادر عن تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي، صدر أمس السبت ونشرته في نفس اليوم وكالة نوافشط للأنباء الموريتانية المستقلة، قد عبر عن مساندة التنظيم لما أسماه “انتفاضة أبناء الجنوب في الجزائر"، في إشارته إلى الحراك الاجتماعي السلمي اللذي قام به شبان بطالون من الجنوب مؤخرا، إثر مطالبتهم بتوفير الشغل وتحسين الإطار المعيشي لسكان الجنوب، وهو الحراك الذي اتخذ طابعا سلميا محضا واجتماعيا، حيث حرص الشباب البطال خلال احتجاجات ورڤلة على تبيان خلو مطالبهم من أي بعد سياسي وكذا تبيان تمسكهم بالوحدة الوطنية. للإشارة فإن ذات التنظيم الارهابي المشار إليه استرسل في محاولة “مغازلة" أبناء الجنوب واستغلال صعوباتهم الاجتماعية بلغة تحمل الكثير من التحريض ضد السلطة. كما أن البيان اللذي تضمن لهجة مفعمة ب"الوصاية" على أبناء الجنوب ومطالبهم نسي، أو تناسى، المآسي التي تسبب فيها التنظيم بالمنطقة والساحل عموما، من خلال عملياته الإرهابية المتكررة التي كانت آخرها عملية اختطاف الرهائن في قاعدة الحياة ومجمع الغاز في تيڤنتورين بعبن أمناس، وما أعقبها من قيام ذات التنظيم باغتيال عدد من العمال والإطارات الجزائريين والأجانب العاملين هناك.