إدارة الأفلان تصادر مقرهم وتمنعهم من حقوقهم المادية . بشير خريفي: اختلفنا مع بلعياط وجوهري لأنهما أرادا أن يفرضا علينا مرشحا بالإيعاز . بلخادم أمر جوهري بضرورة الدعم المالي لخلية الأنترنت لكنها اختفت بعد الإطاحة به كشف صُنّاع الأفلان الافتراضي على شبكات التواصل الاجتماعي، فصلا جديدا من فصول الثورة الدائرة داخل جبهة التحرير الوطني، بسبب نوعية التعليمات والقرارات التي أصبحت تنزل عليهم من طرف ورثة “الأكبر سنا"، عبد الرحمان بلعياط، وأمين الإدارة والمالية عزيز جوهري، إذ وصل الخلاف بين خلية التواصل الاجتماعي لجبهة التحرير وقادتها الحاليون إلى درجة منع أنصار بلخادم من قول الحقيقة لأفلانيي الشبكة العنكبوتية، ومنعهم من حقوقهم المادية، ومصادرة مقرهم الذي منحه إياهم الأمين العام المخلوع، عبد العزيز بلخادم. يقول بشير خريفي، مسؤول خلية الأنترنت والتواصل الاجتماعي، في شهادة مثيرة حول كيفية تسرب سم الأزمة الداخلية إلى أنبل هيكل في تنظيم جبهة التحرير الوطني الإلكترونية، والتي أقر عبد العزيز بلخادم، الأمين العام المخلوع، أن هذه الذراع كانت شريكا أساسيا في صناعة الفوزين التاريخيين للجبهة في التشريعيات والمحليات السابقتين، بسبب التواصل الاجتماعي كآلية جديدة تستعملها الأحزاب لأول مرة في انتخابات من هذا المستوى الرسمي. جاء قرار الأمين العام المخلوع لإنشاء ذراع إلكترونية لجبهة التحرير الوطني قبيل التشريعيات، تأثرا بما خلقته مديريات الحملات الانتخابية في فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، من ديناميكية انتخابية. وكان عبد العزيز بلخادم حسب بشير خريفي مسؤول الخلية، مقتنعا بدور شبكات التواصل الاجتماعي وما يمكن أن تلعبه لحمل الناخبين على الذهاب لصناديق الاقتراع ومنح أصواتهم للجبهة، شريطة أن يكون التواصل قويا. ويقول خريفي أن الأمر وصل إلى درجة منح أوامر من بلخادم لإدارة الحزب بالتكفل بكل انشغالات ومطالب الخلية التي كانت تتنقل مع الأمين العام في كل خطوة عبر البلاد وتنقل تجمعاته على المباشر، وحتى اجتماعاته الداخلية ودورات اللجنة المركزية، “فوجد الأفلان نفسه متقدما على باقي الأحزاب السياسية من حيث التفكير السياسي ومواكبة تكنولوجيات الإعلام"، إلا أنه مباشرة بعد الإطاحة ببلخادم وحدوث الأزمة “أراد أنصار بلخادم، منهم جوهري وبلعياط، سياسيا وإداريا أن نسوق في الشبكات الاجتماعية ما لا تؤمن به هذه الفئة، بينما نحن أردنا نقل الحقيقة التي تعتبر معيار النجاح الوحيد للتواصل الاجتماعي عبر النت، والقول أن أزمة الأفلان سيفصل فيها الصندوق". هذا الموقف من الخلية لم يرُق بلعياط وجوهري، “فحاولا ثنينا جميعا عن التواصل مع كتلة أفلان الأنترنت بصدق، وقال لنا جوهري أنه لا ينبغي أن تتسرب عبر شبكات التواصل أي معلومة عن رغبة المناضلين في تحديد خليفة بلخادم عبر الصندوق الصندوق، وكان مبرره في ذلك أنه الأمين العام في الأفلان لم يخرج يوما من الصندوق وأن تحديده سيأتي بالإيعاز". لهذه الأسباب، يقول خريفي، وقع الخلاف السياسي مع إدارة الأفلان “فقد صادروا لنا المقر ومنعونا من أجورنا رغم وعدهم إيانا بتسويتها، واختفى الدعم المادي الذي أمر به بلخادم، اعتقادا من جوهري وبلعياط أن التواصل الاجتماعي مرتبط بمقر، إذ لا يعلمان أنه بإمكاننا التواصل مع أفلانيي النت من بيوتنا أومن مقاهي الأنترنت، وهذا ما نفعله". وشرع بلعياط وجوهري يتقاذفان خلية الأنترنت بينهما للتنصل من مسؤوليتهما عليها، إذ أبلغ بلعياط مسؤول الخلية أن “جوهري هو الذي قرر مصادرة المقر، وأنه لم يكن ضليعا في الأمر، وأنه بلّغه مثلما بلغكم من نبأ غلق المقر". وندّد بشير خرفي بالذهنية القديمة والمتحجرة لديناصورات الأفلان تجاه مفهوم الشبان الجدد في الأفلان، ورؤيتهم للسياسة، مبديا باسم زملائه حنينا إلى نهج بلخادم “فهو على الأقل متفتح، أما هؤلاء فلا يؤمنون إلا بالأوامر الفوقية التي انسد بها أفق الأفلان السياسي".