عندما أسمع جماعة الأفلان يتكلمون أحس بأنني فعلا في زمن أغبر بكل المقاييس... لم تكف كل هرطقات بلخادم الزعيم الكرطوني، الذي كلما طلع هبط أكثر، هاهو بلعياط يسير على نهجه صاحبه، ويقول أنه على الرغم من خلافاتهم العميقة جدا إلا أن بوتفليقة لم يكلف نفسه عناء الاتصال بهم وفض صراعهم الشديد. بلعياط، هذا الذي يرى أن حزبه هو الدولة وأنه هو وغاشيه هم مركز الكون، نسي أن بوتفليقة هذا الذي يتكلم عنه عنده “هم ما يتلم" وجبهات مفتوحة على الإرهاب والفساد والفضائح والبطانة الخاسرة وغيرها من الهموم.. وليس له الوقت ليفكر في مناوشات الزعامة الأفلانية، التي كسرت الحزب وجعلته مضحكة الناس. أنانية البعض لا حدود لها خاصة هؤلاء الذين يتعاطون السياسة على شكل تعاطي الزطلة التي كلما “والفتها" تدوّخ أكثر، وعوض أن يكون هؤلاء المسوسون معولا في يد بوتفليقة في هذه الظروف الصعبة جدا حتى يعول عليهم فيها هاهم “يهربون له بالفاس". الأفلان وكل الأحزاب الأخرى أصبحت مثل الأعشاب الضارة، التي يجب أن يقضى عليها بمبيد فعّال لقتل الحشرات حتى تتخلص الساحة من هذه الطفيليات السياسية، التي أخذت كل شيء من الدولة ومع ذلك تريد أكثر. والله يا بلعياط عشمك في بوتفليقة ليس في محله ولا تنتظر أنت وجماعتك الحل السحري منه لأن أي عاقل يملك القليل من البصيرة يرى أن البلاد مقلوبة سافيلها على عافيلها وأنت ما زلت مثل الحلزون، الذي يحمل بيته على ظهره ويتحلزن به في الزقاق.