المتابع لحالة الهرج المتواصلة بين جماعة الأفلان يتعجب كيف لهؤلاء “المتقاتلين" الذين عجزوا حتى عن فك مشاكل حزبهم، كيف لهم أن يُسيّروا الدولة ويفكوا مشاكلها العالقة باعتبارهم من الوزراء والمسؤولين؟ والعجب أيضا موجود في الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام من “تطباع" على المطعم، ورفع أحد الوزراء الحاليين للكرسي عاليا يوحي أنه كان ينوي قذفه على شخص ما وغيرها من اللقطات التي تُبيّن “الهمجية الأفلانية" التي قادت البلاد كأكبر حزب منذ الاستقلال إلى الآن! إذا كان ما نراه وما يحدث في العلن من كولسة وشد وأخذ ورد بهذا الشكل، ترى كيف هو حال ما يحدث في السر من مؤامرات وتخطيطات من أجل الإطاحة بفلان ورفع علان وغيرها من الدسائس التي لها صلة بكل شيء سوى بالسياسة. لا أدري كيف يتلقى بوتفليقة هذه الأخبار والصور باعتباره رئيسا شرفيا لهذا الحزب الذي كثيرا ما ذكر انتسابه إليه وكان آخرها من سطيف ذات مرة؟ ولا نعرف كيف ستتصرف السلطة لإيجاد مخرج لهذا الصراع الذي صنعته هي بنفسها ووضعت له مخرجا واضحا بإسقاط بلخادم من على رأسه، وربما لم تحسب حساب “الخلاطين" الصغار الذين أطالوا عمر أزمة الأفلان ولم تكن النهاية بنفس طريقة الأرندي وحمس؟ المهم ما يمكن أن نلمسه بوضوح هو مستوى كل من بلخادم ووزراء الأفلان وحتى إطاراته الذين أبانوا على حقيقتهم التي عرّتها السلطة بقصد أو بغير قصد.