عندما تقرأ أخبارا تقول بأن الأمن بدأ يفتش في بيت شكيب خليل المتواجد في إقامة شعباني بحيدرة، لا يمكن سوى أن “تطرطق" بالضحك أو بالبكاء على حسب رغبتك، لأن هذا الفيلم الذي يبدو هيتشكوكيا في الظاهر ليس سوى “مسخرة" من الداخل. ما معنى أن يفتش بيت شكيب خليل الموجود في الجزائر والرجل ولد في وجدة ويحمل الجنسية الأمريكية، هل يا ترى سيخبئ الملايير الممليرة التي اختلسها من بقرة اليتامى تحت سريره مثلا؟ وهل هو أبله لدرجة أن يترك آثارا تدل على جريمته في مكان يمكن أن تصله أيادي رجال الأمن؟ التحقيقات بهذا الشكل تصور لك أن هذا الشكيب مجرد سارق عادي، قد يكون على أكثر تقدير اختلس “قطعة كاشير" أو “خبزة" حتى يُسكت جوعه وأنك لست أمام “جباّر" حوّل خزينة الدولة إلى جيوبه الأمريكية. ومن المضحكات أيضا التي جاءت على لسان المتتبعين لهذه الفضيحة “الفايحة"، أن شكيب خليل عرض ممتلكاته للبيع في الجزائر وبدأ يفاوض على الأسعار التي لم تنل رضاه بسبب الوضع الذي هو فيه، أليس هذا أمرا آخر يجعلك “تخرج من عقلك" وتسأل من وراء هذا الرجل؟ التعاطي مع فضيحة سوناطراك يشبه إلى حد بعيد التعاطي مع فضيحة الخليفة التي تنساها الناس مع الوقت على الرغم من آثارها السيئة جدا ومخلفاتها الكارثية إلا أن العجلة دارت والدراهم راحت وتأكدوا أن نفس المصير ستعرفه قضية شكيب الأمريكي الذي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يوضع في السجن لأنه ولسبب بسيط “كتافو صحاح" حتى لو فتشت مصارينه وليس بيته فقط.