هل تفهمون ما يحدث في الساحة السياسية؟ وهل تستوعبون الخالوطة التي تزداد يوما بعد آخر؟ بالأمس خرج جماعة الأفلان ضد زعيمهم بلخادم واستنزفوا قواهم في الحروب الكلامية والمعارك الدامية حتى أصبح الحزب مضحكة الكبير والصغير، وهاهي تفاصيل الحكاية تستمر بعد أن استلم النائب جمعي مشعل الخصومة وهاهو يهدد بإلاطاحة ببلخادم “المتفرعن" لأنه حرمه من رئاسة الكتلة في البرلمان. وبالأمس أيضا تغوّل الغول على صاحبه أبوجرة وقلّب عليه طاولة الحزب وخرج عن طاعته ومشورته وأسس لنفسه حزبا على مقاسه، ليفسح المجال أمام جماعة نحناح التي تهدد بدورها بالإطاحة بسلطاني المتسلطن. كذلك كان شأن زعيم الراندو الذي “حلفت" فيه نورية حفصي وعظّمت يمينا أن تجعل أويحيى يمشي عاريا، هاهي تفتح الطريق أيضا أمام يحيى ڤيدوم الذي عاد من أجل “التخلاط" ليس للحزب ولكن لأويحيى الذي أصبح على ما يبدو وسط دوامة لا تريد له أن يكون رئيسا قادما. طابو أيضا الذي اتهم آيت أحمد بأنه باع الأفافاس لبوتفليقة هاهو يعلن عن حزبه الجديد الذي لن يرضى بأي شكل من الأشكال وضع يده في يد السلطة وسيعمل جاهدا حتى يبقى في المعارضة الحقيقية. هل فهمتم شيئا؟ الأفلان والأرندي والأفافاس وحمس كلها في كفة واحدة، كفة “التعفاس" و«التهراس"، من يقف وراء ذلك يا ترى؟ من يملك المصلحة في تحريك جمعي وڤيدوم وغول وطابو... وغيرهم من اللاعبين الجدد؟ من يريد التخلص من بلخادم وسلطاني وأويحيى وآيت أحمد؟ أظن أن الإجابة واضحة، وأن كل ما يحدث من هرج ومرج مربوط بطريقة ما بالرئاسيات القادمة، وإذا كانت البداية هكذا فكيف ستكون النهاية يا ترى؟