عم الغضب الشديد السجون الإسرائيلية فيما تعالت أصوات التنديد الفلسطينية، أمس الثلاثاء إثر الإعلان عن استشهاد الأسير مسيرة أبوحمدية في أحد سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة الإهمال الطبي، في جريمة ما فتئ أن حذر الفلسطينيون من تداعياتها الخطيرة. وأعلن وزير شؤون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع عن استشهاد الأسير أبو حمدية في قسم العناية المكثفة في مستشفى “سوروكا" صباح أمس الثلاثاء بعد معاناته من مرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي. وقال قراقع:«إنها جريمة بشعة وخطيرة عن سبق الإصرار، ارتكبت بحق الأسير" وطالب بلجنة دولية عاجلة للتحقيق في ظروف استشهاده محمّلا حكومة إسرائيل ومصلحة السجون المسؤولية عن هذه الجريمة. يذكر أن الأسير أبو حمدية (64 عاما) اعتقل عام 2002 وحكم عليه بالسجن المؤبد، وهو يعاني من سرطان في الحنجرة، ونقل قبل أيام من سجن ايشل في بئر السبع إلى مستشفى سوروكا نظرا لتردي وضعه الصحي . ودعا الوزير الفلسطيني إلى اعتبار يوم الأربعاء اضرابا شاملا وحدادا. ونتيجة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فقد تصاعدت نسبة الأمراض الخبيثة في صفوف الأسرى في السنوات الأخيرة لتصل إلى 25 حالة وفق ما أعلنته وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية. وقال تقرير صدر عن الوزارة أن ظهور أمراض خبيثة وأورام سرطانية في أجسام الأسرى في الآونة الأخيرة يشير إلى خطورة الوضع الصحي، وأن معظم هذه الأمراض يتم اكتشافها في وقت متأخر بعد انتشارها بشكل كبير في أجساد المعتقلين. أجواء الغضب والغليان تسود سجون الاحتلال الإسرائيلي وعلى إثر الإعلان عن استشهاد الأسير ابو حمدية سادت حالة من الغليان والغضب في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا سجن “ايشل" الإسرائيلي حيث كان يقبع الشهيد، الذي رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراحه رغم حالته الخطيرة. وقال نادي الأسير أن قوات الاحتلال اقتحمت قسمي 10 و11 في سجن ايشل وهاجمت الأسرى بالهروات والغاز، مؤكدا أن حالة من الغليان تسود جميع سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما أوضح أن الأسرى بدأوا بالاشتباك مع إدارة السجون وضرب الأبواب والتكبير وسط حالة من الغضب الشديد، مضيفا قوله أن “الوضع سيئ جدا وندعو كل أحرار العالم للانتفاض من أجل نصرة الأسرى في مواجهة الاحتلال". وفي وقفة تضامنية مع الأسرى المرضى وخاصة ال 26 المصابين بالسرطان، بدأ نحو 600 أسير فلسطيني في سجني “نفحة" و«ريمون" شمال إسرائيل اليوم إضرابا ليوم واحد عن الطعام، كما أكدوا في بيان للهيئة القيادية العليا للأسرى “لقد أرسلنا مناشدات إلى كافة المؤسسات الدولية والمحلية وطالبناهم بالتحرك الفوري للضغط على سلطات الاحتلال لتوفير العلاج للمرضى (الأسرى) لكن دون جدوى". يذكر أن 17 قياديا من حركة حماس شرعوا في إضراب مفتوح عن الطعام في سجن إيشل منذ ثلاثة أيام لتحسين أوضاعهم المعيشة وتضامنا مع زملائهم المضربين عن الطعام منذ أكثر من 250 يوم وكذلك الأسرى المرضى. وحسب إحصائيات فلسطينية، يقبع حاليا حوالي 4660 أسير وأسيرة في 17 سجنا ومعسكرا إسرائيليا من بينهم 3822 أسير من الضفة الغربية و449 من غزة و152 من القدسالمحتلة.. في غضون ذلك تعالت أصوات الفصائل الفلسطينية منددة بجريمة استشهاد أبو حمدية فيما أعلنت السلطة عزمها استخدام كل السبل للإفراج عن الأسرى. وحملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استشهاد أبو حمدية وقالت على لسان الناطق الرسمي باسمها نبيل أبو ردينة:«هذا ما حذرنا منه منذ وقت طويل؛ حيث أن استمرار اعتقال الأسرى والإهمال الطبي يؤديان لتداعيات خطيرة" محذرا من استمرار مسلسل القتل البطيء للأسرى. ودعا أبو ردينة إلى إطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية. من جهتها، قالت كتلة حماس البرلمانية في بيان لها أن “السياسة الإسرائيلية في الإهمال الطبي التي تسببت في استشهاد الأسير أبو حمدية تكشف مدى بشاعة الاحتلال وحجم جرائمه الممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين". ودعت الكتلة المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته في حماية الأسرى والخروج عن حالة الصمت والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناتهم". بدوره حمل رئيس نادي الأسير قدورة فارس إسرائيل مسؤولية استشهاد أبو حمدية داعيا “العالم الحر لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، الذي يقفز على كل القوانين الدولية". من جهة أخرى، أكد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح" عزم القيادة الفلسطينية المضي بكافة السبل لتحقيق الإفراج عن الأسرى وإرغام إسرائيل على العدول عن تجاوزاتها للتفاهمات والاتفاقيات المبرمة. وعلى صعيد متصل، قال الباحث الفلسطيني المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل منذ بداية العام الحالي 1070 فلسطينيا. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي صعد من اعتقاله للأطفال خلال الشهور الثلاث الماضية؛ حيث تم اعتقال 234 طفل فيما اعتقل خلال ذات الفترة من العام الماضي 200 طفل.