بدأ الأسرى الفلسطينيون إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية بسجون الاحتلال. ومن المقرر تشييع جنازة أبو حمدية اليوم الخميس وسط دعوات إلى إضراب شامل وحداد في جميع أنحاء الضفة الغربية، فيما وقعت مواجهات أعنفها بالخليل. وأفادت مصادر إعلامية نقلا عن مصلحة السجون الإسرائيلية أن جميع الأسرى الفلسطينيين أعادوا وجبة الإفطار احتجاجا على ظروف وفاة أبو حمدية، وتوقعت مصلحة السجون أن يستمر إضراب الأسرى ثلاثة أيام. ومن جهته، دعا الوزير الفلسطيني لشؤون الأسرى عيسى قراقع إلى إضراب شامل وحداد (أمس) في جميع محافظات الضفة الغربية، وذلك قبل يوم من تشييع الجنازة. وقد وقعت مواجهات في مدينة الخليل بالضفة الغربية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان كانوا يحتجون على ظروف الوفاة. وقالت مصادر أن تلك المواجهات أسفرت عن إصابة نحو أربعين شخصا بالرصاص المطاطي، كما اندلعت مواجهات مماثلة قرب سجن عوفر الإسرائيلي غرب رام الله بعد مظاهرة قام بها عشرات الفلسطينيين أمام السجن وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد وقدامى الأسرى لدى الاحتلال. وأكدت مصادر فلسطينية أن مواجهات أخرى اندلعت في مدينة نابلس، وأسفرت عن سقوط جرحى جراء الاختناق والرصاص المطاطي وسط تحذيرات شعبية من اتساع رقعة الاحتجاجات ضد الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى. وأعلن نادي “الأسير الفلسطيني" أن احتجاجات وقعت في عدة سجون إسرائيلية، نقل بعض الأسرى على إثرها إلى العيادات الطبية بسبب حالات الاختناق الناجمة عن الغازات المدمعة التي أطلقها حراس السجن. وفي قطاع غزة، خرجت مظاهرات دعت لها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وشاركت فيها مختلف الفصائل الفلسطينية، رددت هتافات تطالب بالرد على جرائم الاحتلال وانتهاكاته المستمرة بحق الأسرى. وخرجت كبرى المسيرات في مدينة غزة؛ حيث توجهت إلى خيمة عزاء أقيمت للأسير المتوفى في ساحة السرايا وسط القطاع. وشهدت رفح ودير البلح والشمال وخان يونس مسيرات مماثلة، رددت خلالها هتافات مناصرة للأسرى، تخللتها كلمات تدعو لوقفات شعبية لنصرة الأسرى. ومن جهة أخرى، أعلنت القوى والفصائل في قطاع غزة أنها تدرس التطورات الخطيرة في سجون إسرائيل، وستتخذ القرارات المناسبة للرد على الجرائم المرتكبة بحق الأسرى. وأكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي -في مؤتمر صحفي بغزة- أن الفصائل الفلسطينية تتدارس هذه التطورات الخطيرة وطريقة الرد عليها. وتوعدت حركة حماس إسرائيل بأنها “ستندم" على ذلك، وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية أن حركته “تتابع باهتمام وقلق كبيرين التطورات الخطيرة في السجون الإسرائيلية واستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، وتؤكد أن الاحتلال سيندم على استمرار جرائمه". واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية “تعمد سلطات الاحتلال إهمال علاج أبو حمدية جريمة ضد الإنسانية مع سابق الإصرار والترصد، وخرقا صريحا للقانون الدولي والبند 92 من اتفاقية جنيف على نحو خاص". وفي إسرائيل ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه سيجري يوم الأربعاء تشريح جثمان الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية.