لا أدري هل شاخت السلطة وضاعت منها “التليكوموند" لتترك نعيمة صالحي ترفع لهجتها عاليا، وتقول إنها مستهدفة لأنها هي المعارضة الحقيقية التي تخيف النظام؟ بصراحة لا أخفي عليكم أني ضحكت لكل ما سمعته وقرأته من خرجاتها العجيبة التي أخلطت بها الدنيا “بكراع كلب"، وجعلت من قضية إخلائها لمسكن وظيفي مؤامرة سياسية يقودها ضدها بوتفليقة شخصيا، الذي يخاف من جبروتها وقوتها في شحذ المعارضة ضده، كيف لا وهو الذي وصفها ب “المرأة الجسور" كما تقول، علما أني لم أسمعه يتكلم عنها قط. نعيمة التي نطحت وشطحت وأصبحت ترى نفسها ثورية كبيرة، تقول إنها رمت بقضية مسكنها للشعب فتبناها، وأصبح وجعها هو وجع الجميع، ولن يسكتها أي قرار يتخذه بوتفليقة أو وزيرة التضامن التي تريد أن تشردها.. لأنها وقفت ضد الفساد. المضحك في كل ما يحدث أن المرأة صدقت نفسها وذهبت إلى حد اعتبار نفسها معارضة شرسة للسلطة، لأنها تكلمت عن الفساد والاختطاف، ودعت بوتفليقة للرحيل من الحكم، موهمة نفسها أن بوتفليقة سيخاف منها أو من غيرها إذا اراد أن يحكم “باباها" من جديد؟ المستوى الذي “تخلط" به نعيمة صالحي، هو مرآة عاكسة للذين يتعاطون السياسة عندنا على شكالة “كور واعطي للعور"، وما زال هؤلاء “المتسوسون" لا يفرقون بين ما هو خاص وما هو عام. ثم بيني وبينكم من هي نعمية صالحي حتى تفتعل السلطة مشاكل لإسكاتها؟ يا نعيمة ولّي لعقلك ودعي السياسة لأصحابها، فطريقة تعاطيك لأزمة سكنك بينت أنك ربما لا تصلحين حتى لغسل “الدوارة".