السيد جاب الله استفاق أخيرا من غيبوبته السياسية وقال معلقا على زيارة هولاند بأنها مست بكرامة الجزائريين ويظهر أنه ما يزال تحت الصدمة على الرغم من توالي الأحداث بعد تلك الزيارة. نهق حماري بسخرية كبيرة وقال... لو كان هو رئيسا للجمهورية هل ما كان ليستقبل رئيس فرنسا بتلك “الحفاوة"؟ قلت ضاحكا... وزيادة أيضا على ذلك سوف يهدي هولاند شاشية بيضاء حتى يدخله عالم المشيخة. قهقه حماري عاليا وقال... لكنه لماذا لم يتعرض على ذلك عندما كان هنا هولاند، أم أنه فضّل سياسة النعامة وأدخل شاشيته في التراب حتى مرت العاصفة وها هو يخرجها الآن مع بعض العبارات التي لا تقدم ولا تؤخر. قلت... الآن فهمت لماذا لن يتغير الوضع عندنا أبدا. قال حماري مندهشا... هيا تفلسف؟ قلت... السلطة عندما تعتمد على أمثال جاب الله وبونجمة ونعيمة صالحي وهادف... وغيرهم من الحزيبيات التي جاءت لتمييع المشهد السياسي فهي بذلك أعطت لنفسها صك الخلاص. قال... كيف ذلك؟ قلت... أنت حمار وتفهم السياسة، مثلا هذه الحزيبيات التي تفعل كل شيء سوى السياسة تجعلك تفهم بأنهم ضعفاء ولا يمكن للسلطة أن تعتمد عليهم في أي شيء خاصة إذا تعلق الأمر بمصير البلد، لذلك تنوب عنهم في القرار وكل شيء. قال ناهقا... تحليل سليم وبهذا تظهر هذه الأحزاب مجرد فزاعات سياسية ما تحك ما تصك؟ قلت... طبعا يا عزيزي وإلا كيف تفسر كلام جاب الله الذي جاء متأخرا عن الزمن بأزمنة؟ قال... كان بإمكانه أن يعلن رفضه لزيارة هولاند ويرفع صوته عاليا ومن المؤكد أن الجميع سيسمعه؟ قلت... المسكين يخاف من السلطة. ضرب حماري الأرض بحافريه وقال... فزاعة سياسية تخيفها السلطة... موت خير.