لم يمر الإعلان عن قائمة المستفيدين من 1210 سكن اجتماعي بدائرة الخروب، في قسنطينة، بردا وسلاما، حيث تحوّل العرس الذي انتظره السكان منذ عشرات السنين إلى مشادات أجبرت رجال الأمن على التدخل لتفريق المتظاهرين.. المحتجون، منذ الساعات الأولى من نهار أمس، خرجوا في وقفة احتجاجية أمام مقر الدائرة والمركز الثقافي محمد اليزيد، رافعين شعارات طالبوا فيها بإلغاء القائمة المعلن عنها بسبب التجاوزات التي تخللتها بعد ورود أسماء ليس لها الحق في الاستفادة لكنها تحصلت عليها بطريقة غير قانونية، قال المقصون من القوائم إن مصالح الدائرة هي التي تقف وراءها، ودعوا والي الولاية إلى التدخل والتحقيق في القضية. وفي ذات الصدد ذكر أحد المحتجين:«القائمة حملت المئات من الأسماء التي ليس لها الحق في الحصول على السكن الاجتماعي، لأن الشروط لا تتوفر فيهم، بينما تم تهميش أبناء المنطقة الحقيقيين وأولئك الذين ينتظرون دورهم في الاستفادة منذ عشرات السنين"، وهي نفس التصريحات التي جاءت على لسان معظم المحتجين. في حين أضاف أحدهم قائلا:«السواد الأعظم من المستفيدين ليس لهم الحق في ذلك، كما أن القائمة حملت عشرات الأسماء لنساء وأشخاص غير متزوجين ولا يملكون عائلات، بينما تم إقصاء من تتكون أسرهم من عدد كبير من الأفراد ويسكنون في ظروف أقل ما توصف به أنها كارثية وجد مزرية". السكان الذين لم ترد أسماؤهم، وبعد إقدامهم على غلق مقر الدائرة وغلق مداخله، قاموا بغلق جميع الطرق الرئيسية التي تعبر مدينة الخروب بالمتاريس والحجارة والعجلات المطاطية وهو نفس ما كان على مستوى الطريق السريع الاجتنابي الذي يربط قسنطينة بولايات ڤالمة، أم البواقي وباتنة، الشيء الذي تسبب في حالة من الفوضى وأدخل المنطقة في عزلة تامة عن المناطق المجاورة لها. رئيس بلدية الخروب، عبد الحميد أبركان، في اتصال هاتفي جمعه ب«الجزائر نيوز"، ذكر أن ما حصل كان شيئا متوقعا لأن قائمة الطلبات يوجد فيها أزيد من 15 ألف ملف، وتلبيتها جميعا في نفس الوقت أمر غير ممكن، حتى لو أنه توجد حقيقة أسماء تحتاج للسكن بصفة عاجلة بالنظر لوضعيتهم الاجتماعية، موضحا في ذات الصدد أنه تم استقبال ممثلين عن المحتجين وتم دراسة القضية معهم، حيث تم الاتفاق على تقديم الطعون للجنة مختصة برئاسة رئيس الدائرة، بعدها سيتم دراستها على أن يتم شطب كل اسم تظهر التحقيقات أنه لا يستحق الاستفادة. كما أضاف “مير" الخروب أنه تم اطلاع المحتجين على البرامج الإضافية القادمة التي استفادت منها الدائرة، والتي تضم حوالي 4500 سكن اجتماعي هي في طور الإنجاز، وسيمكن استلامها من القضاء بنسبة 50 ٪ على مشكل السكن الاجتماعي بدائرة الخروب . من جهة أخرى، كشف رئيس دائرة الخروب، خلال ندوة صحفية عقدها نهاية الأسبوع الماضي، أن قوائم المستفيدين من حصة 1210 سكنات اجتماعية إيجارية ستكون مرفوقة بقائمة إضافية ب 50 استفادة، وأنه من بين المستفيدين يوجد حوالي 80 عازبا تم إدراج أسمائهم ضمن قائمة المستفيدين، وذلك بالنظر لوضعيتهم الاجتماعية المزرية. وقد ذكر مصدر أمني أن التعليمات التي صدرت إلى فرق التدخل بعين المكان، نصّت على أن مهمتهم تقتصر على حفظ الأمن فقط دون التعرض للأشخاص، ولا يتم استعمال القوة إلا في حالات الضرورة والمساس بالممتلكات الخاصة والعامة، وهي التعليمات التي تم تطبيقها - حسب ذات المصدر - حيث لن يتم توقيف أي شخص. في حين أشارت مصادر من الحماية المدنية أنه لم يتم تسجيل أي إصابات أو حالات تستدعي التدخل.