شكلت فضائح الفساد التي عرفتها الجزائر القاسم المشترك في تقييم الأحزاب والشخصيات الوطنية لحصيلة العهدة الرئاسية لرئيس الجمههورية عبد العزيز بوتفليقة، التي تدخل عامها الرابع عشر اليوم، الذي يصادف الذكرى الثالثة لوصول رئيس الجمهورية سدة الحكم، حيث اعترف البعض بتحقق عدة إنجازات كبرى، في حين أعاب بعضهم على ذات العهدة أنها جاءت سلبية على وجه العموم، لاسيما في جانب صرف المال العام والتراجع في الحريات العامة وحقوق الإنسان، وكذا تغييب دور المؤسسات. عبد الله جاب الله: حصيلة عهدة الرئيس بوتفليقة سلبية على العموم وصف رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، حصيلة عهدة رئيس الجمهورية عبد العزيزبوتفليقة على العموم بالسلبية على صعيد العديد من المجالات، أولها بقاء حقوق الناس والحريات عرضة للتعسفات، لأنها لم تجد من يحميها في الدستور وفي القانون. واتسمت عهدة الرئيس - حسب جاب الله - بانتشار واسع لفضائح الفساد التي تعد القليل من الكثير، لأن ما خفي أعظم - على حد تعبيره - والتي أصبحت رائحتها النتنة تسد أنوف الجزائريين. كما أن السلطة التشريعية والقضائية في عهدة الرئيس اتسمت بالضعف، أما على الصعيد الدبلوماسي فقد تراجعت مكانة الجزائر في المحافل الدولية إقليميا ودوليا، يقول المتحدث. أبو جرة سلطاني: عهدة بإنجازات كبرى تتسم بالاختلالات، وفساد ومصالحة حققت أهدافها قسّم رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، الحصيلة إلى حصيلة معنوية وأخرى مادية، هذه الأخيرة لا يمكن لأحد أن ينكرها بالنظر إلى الإنجازات التي تحققت في العديد من المجالات. لكن يعيب أبوجرة على بعضها أنها جاءت فيها اختلالات ولم ترتق إلى مستوى المعايير الدولية بما لا يسمح لها أن تستمر. ورغم أن هذه الإنجازات تندرج ضمن المشاريع الكبرى، إلا أنه في رأي رئيس حمس قد تم فيها تبديد مهول للأموال، كالأشغال الكبرى والدعم الفلاحي. أما عن الحصيلة المعنوية فتأسف المتحدث لها، لأنها كانت لسنتين مقبولة، إلا أنه طغى على هذه الإنجازات في الفترة 2011 و2012 الفساد والتسيب واللاعقاب. كما أن أكبر ورشات الإصلاح أعطت نتائج سلبية، مثل الإصلاح التربوي ووضعع المستشفيات. واتسمت العهدة - حسب المتحدث - بإطفاء نار الفتنة بالذهاب الشجاع نحو الوئام المدني، وبعدها المصالحة الوطنية والتي كانت نتائجها واضحة طيلة 14سنة. نوارة جعفر: إنجازات عهدةالرئيس واضحة للعيان ولا يمكن لأحد إنكارها ثمنت الناطقة باسم التجمع الوطني الديمقراطي، نوارة جعفر، الإنجازات المحققة في عهدة الرئيس بوتفليقة، والتي تعد واضحة للعيان وملموسة في الواقع ولا يمكن لأحد إنكارها، تقول، والتي أكدت أن كل الأمور تشهد على أن رئيس الجمهورية كان حريصا على إتمام مسارالتقويم الوطني، خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية والتشريع والتي توجت بإعلان ستة مشاريع وصفتها المتحدثة بالهامة، منها قانون الإعلام ، والانتخابات والبلدية، وقانون التنافي مع العهدة البرلمانية. واعتبرت نوارة جعفر العهدة الرئاسية أنها كانت مرحلة ثرية بالإنجازات، لاسيما فيما يخص الجانب الاجتماعي كالزيادة في الأجور، وعودة مكانة الجزائر في المحافل الدولية التي اتسمت بنشاط دولي مكثف بالزيارات المتتالية لرؤساء ومسؤولي الدول، وتنقلات رئيس الجمهورية والمسؤوليين إلى الخارج، وكل هذه الإنجازات - تقول الناطقة باسم الأرندي - ساعدت على ضمان استقرار البلاد ونمو الاقتصادي الوطني، وتطوير التنمية البشرية. عبد العزيز رحابي: العهدة الحالية تميزت بتجميد مؤسسات الدولة والسلطة المعارضة قال وزيرالاتصال السابق، عبد العزيز رحابي، أن العهدة الرئاسية الحالية لرئيس الجمهورية جاءت بعد خرق لقاعدة مقدسة في دستور 1986، والتي تنص على ضرورة أن لا تحدد العهدة الرئاسية بعهدتين، حيث كانت الجزائر البلد الوحيد الذي يملك دستورا يحدد العهدات، وبعد أن عدل الدستور في 2008 أصبحت الجزائر البلد الوحيد في العالم العربي الذي يحوز دستورا بعهدات على مدى الحياة، وهو تعديل غيّر وتيرة التاريخ والتوافق العربي الذي يدعو إلى اللاتوريث ولا عهدة مدى الحياة. وما ميز العهدة الحالية- حسب الوزيرالسابق - هو أن مؤسسات الدولة جمدت، كما جمدت السلطة المعارضة الممثلة في المجلس، مثل مجلس المحاسبة، والتي كانت انعكاسا مباشرا لفضائح الفساد . مقران آيت العربي: العهدة الحالية أثرت سلبا على الحياة السياسية للجزائر ينظر المحامي والنائب السابق في البرلمان، مقران آيت العربي، إلى العهدة الرئاسية الحالية على أساس الحريات وحقوق الانسان التي تقلصت - حسبه - منذ مجيء الرئيس بوتفليقة إلى سدة الحكم. وأن استقلال القضاء في رأيه غير موجود في الواقع. وقال المحامي مقران آت العربي إن الفساد، الذي راهن رئيس الجمهورية في عهدته الحالية على محاربته، انتشر إلى درجة أنه يهز أركان الدولة نفسها. كما أن المواطن فقد ثقته في السلطة والطبقة السياسية لدرجة أنه لم يعد يفرق بين السلطة والمعارضة، بعد أن أصبحت الحياة السياسية الحزبية منعدمة والأحزاب لا تهتم إلا بالانتخابات ولا تظهر إلا في مثل هذه المواعيد. وأشار الحقوقي إلى أن العهدة الحالية أثرت سلبا على الحياة السياسية للجزائر، وأضحت الحكومة تتصرف خارج رقابة البرلمان، هذه الهيئة اكتفى أعضاؤها بالتصويت على مشاريع الحكومة فقط..