قدم المسرحي القادم من ولاية وهران “بلمحمد محمد" الملقب ب “ميدو"، أول أمس، مونولوغه “مكتوب" بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، وهذا ضمن برنامج عروض الشهر الجاري. المونودرام الذي أخرجه، الطيب رمضان، وقع عرضه الثامن عشر، أول أمس، وهو يتحدث عن كاتب شاب “كتاتبي" يعمل في البلدية ثم يتم تحويله إلى أمام المسرح الجهوي لوهران، يشكي من سوء حاله وتدهور حياته، وأمام المسرح يلتقي بأشخاص يمثل كل واحد منهم فئة اجتماعية ما وحكاية خاصة، تجعل الشاب ينسى محنته التي يجدها بسيطة مقارنة بمشاكلهم. من خلال شخصياته العديدة “الكتاتبي، عمي محمد، الخراط..."، ألقى الممثل الشاب الضوء على العديد من الظواهر الاجتماعية ومشاكل الشباب كالحرقة، العمل، الزواج، المال... في قالب مسرحي ساخر، مزج فيه بين الدراما والفكاهة، عبر النص الذي كتبه بالدارجة، لينتهي إلى استنتاج واحد يعبر عنه ب “في الحياة هم ناس يضحك، وهم ناس يبكي". الديكور في العرض المونودرامي جمع بين الطابع السينيمائي من خلال شاشة “الداتاشو" التي توسطت الخشبة ليعرض عليها مقاطع مسجلة من تارة إلى أخرى، والطابع المسرحي من خلال الأدوات واللافتات الموضعة، والتي كان أهمها “الداكتيلو" وهيكل “الساحة" المقابل للمسرح الجهوي لولاية وهران. وفي حديثه عن العرض، أكد بلمحمد محمد، الذي لا يزال طالبا في السنة الثالثة لفنون المسرح بوهران، أن شخصيات عرضه “مكتوب"، استوحاها من الواقع، وأثرت في مساره الشخصي والفني، كما أنه اختار المسرح الجهوي لوهران مركزا لعرضه، لأن “المسرح هو المكان الوحيد الذي يجمع بين جميع الناس، وحتى الممثلون تختلف شخصياتهم، لا أحد يشبه الآخر، وكلهم مجانين إلى حد ما".