قدّم الممثل المسرحي ميدو أوّل أمس على خشبة مسرح ”عبد القادر علولة” بوهران، عرضه المونودرامي ”المكتوب” للجمعية الثقافية ”مسرح المدينة”، التي سبقها عرض أولي في 12 نوفمبر الماضي بالمعهد البلدي ”أحمد وهبي” بوهران. ويتناول الممثل ميدو يوميات الشاب قاسم المنحدر من أسرة بسيطة، يرث آلة راقنة من والده الذي كان يشتغل عليها كاتبا عموميا، فقرر أن يجعل من تلك المهنة عملا له بدل البقاء بطالا بعد أن يئس من العثور على منصب شغل، وأمام مقر البلدية تبدأ يومياته مع زبائنه التي اختلفت مشاكلهم ومآسيهم، لكنه سرعان ما قرّر تغيير مكان إقامته ويتّجه ليحط مع آلته أمام مقر المسرح الجهوي، حيث يكتشف أنّ خلف جدران هذه البناية توجد هموم أخرى ضحاياها ممثلون وعمال يحاولون أن يجدوا مكانا لهم في هذا الصرح الضخم، متمثلا في شخص جمال الذي يعطيه نصا ليكتبه له على الآلة الراقنة، ويتعلّق قلب هذا الكاتب العمومي الشاب بكاملة فتاة حالمة تخطو أولى سلالم الشهرة وتتوق لأن تصبح ممثلة معروفة لكنه يفشل في استمالة قلبها. رحلة قاسم لم تنته على أبواب مقر المسرح، بل ظلّت مستمرة مع من يقصدونه حاملين إليه هموما أكبر وجروحا أعمق على غرار عمي أحمد الذي تتوفى زوجته وتتركه وحيدا مع ابنه، الذي يأمل أن يصبح في المستقبل سنده يعينه في آخر أيامه على هموم الحياة، غير أنّ وحيده يختار الهجرة وركوب قوارب الموت بحثا عن حياة أسهل، وشاب آخر أحب فتاة ودفع لها مهرا خياليا وخلال حفل الزفاف يكتشف أنه خدع من قبل أهل الفتاة. نهاية الرسالة التي كتبها قاسم على راقنته كانت موجّهة للجميع، أراد من خلالها أن يمنح بادرة أمل لحياة أفضل لكلّ مكافح. ويبقى الجميل في هذا العمل، القدرة الكبيرة التي يمتلكها الممثل ميدو على تقمّص كلّ الشخصيات وحركته على الخشبة وتحركاته ببساطة الديكور، وإدخال المؤثرات الصوتية والبصرية جعلت المشاهد يستمتع بعرض مونودرامي امتزجت فيه المتعة بالفكاهة والطرح الجدي.