بالأمس كانت خليدة محبوبة الجماهير الديمقراطية من بيت الأرسيدي إلى قنوات فرنسا إلى مجتمعات الغرب المدنية، إلى اسرائيل التي وجهت لها دعوة لزيارتها وزارتها. وأنا في الحقيقة وإن كنت أختلف مع “الروجية" فلقد أشعر نحوها باحترام لشجاعتها وصدقها وحرارتها في الدفاع عن تلك الجزائر التي كانت تحب، جزائر ضد الظلامية وضد أرباب الحزب الواحد الذي قادنا إلى الخراب والدمار والانحطاط.. لكن خليدة الأمس رحمها الله ولم يعد لها وجود منذ أن التحقت بركب الحاكم بأمر الله عبد العزيز أبوتفليقة. لقد تابت المرأة عن أفكارها وانقلبت رأسا على عقب، ولا ينقصها سوى الحجاب أو النقاب على الأقل ظاهريا. لذا فأنا أشعر بالعجب والعجاب والقرف من هذا النقاش أو اللغط حول مواقفها التي سجلتها منذ ربع قرن مع الصحفية والكاتبة شملة.. هذا اللغط هو مضيعة للوقت وضحك على الذقون وتحريف للنقاش الذي يجب أن يطرح اليوم، وهو لماذا أصبحت الثقافة في الجزائر في درجة الصفر؟!