^ أحزاب تجدد طلبها بإلغاء قانون الأسرة كريم. ح عاد النقاش حول مواد قانون الأسرة ليشتعل مجددا وسط الساحة السياسية، بالنظر إلى التحركات غير المعهودة لبعض التشكيلات السياسية التي توافقت مطالبها على نحو مفاجئ وراحت تدعو إلى تغيير سريع لمضمون هذا القانون تحت مسمى ترقية حقوق المرأة، وهو المطلب الذي رفعته نهار أمس 3 أحزاب سياسية محسوبة على اليسار والتيار العلماني مثل جبهة القوى الاشتراكية، حزب العمال والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وأطياف أخرى من المجتمع المدني، قبل أن تأتي التصريحات الأخيرة للمسؤولة الأولى عن الاتحاد العام للنساء الجزائريات، حول موضوع الحجاب، لتزيد من ضبابية الموقف وترفع سقف التساؤلات المطروحة حول مضمون وخلفيات هذا التحرك اللافت إلى أعلى مستوياته. جدل قضايا المجتمع.. استفزاز وتطرف في المواقف حفصي تُشعل فتنة في الدين وتفتي بتحريم الحلال! اهتز الوسط الاجتماعي في الجزائر على وقع صدمة التصريح الاستفزازي الذي أطلقته رئيسة ما يسمى بالاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي، التي اعتبرت الحجاب من قرون الجاهلية.. موقف لم يصدر من أشد أعداء المسلمين في أوروبا. فهل هو موقف نسوي لم تقدّر صاحبته خطورته وتداعياته؟ أم هو ترجمة لموقف شبه رسمي من القيم الإسلامية المتسمة بالاعتدال والتوازن التي تحكم المجتمع الجزائري اليوم؟ لقد أدت الأحداث السياسية الصعبة التي مرت بها الجزائر إلى بروز تيارات “عصرية علمانية “ راديكالية استغلت الصراع بين الاسلاميين والسلطة لضرب القيم الدينية التي تحكم المجتمع الجزائري، وكان أن حاولت بعض هذه الأطراف الخلط بين مكافحة الإرهاب ومكافحة هذه القيّم الدينية في المجتمع الجزائري المتمسك بأصالته وعفته وعفّة نسوته. علمنة المجتمع بدأت إذن بمحاولة استغلال الفتنة الدموية التي ضربت البلاد طيلة التسعينيات، بدليل أن الساحة لم تعرف تأسيس أي جمعية نسوية ذات ميول إسلامية، وظل الاعتماد قائما على علمنة كل شيئ، بما في ذلك محاولة تغريب المظاهر الاجتماعية في المجتمع الجزائري. وبذلك خلت الساحة الاجتماعية من التواجد المميز للتيار الذي يمكنه أن يعكس توجهات المجتمع، وحلت محله تيارات تغريبية استئصالية أسوأ من تلك التي تنشط في اليمين الأوروبي المتطرف وبعضها أكثر سوءا من تنظيمات معادية للمسلمين، ذلك أن التيار التغريبي حاول بقدر المستطاع استغلال الفجوة التي حصلت في المجتمع نتيجة خروج تيار إسلامي متطرف عن قواعد اللعبة السياسية ومحاولة إسقاطه على باقي التيارات. بعض رموز هذه التيارات لا تزال تعتقد أن المجتمع الجزائري قابل لابتلاع المغالطات، لذلك نرى أمثال نورية حفصي ورموز أخرى لا تحظى بالقبول في المجتمع الجزائري، يطعنون في قيم المجتمع بناء على أفكار مسبقة معتقدين مثلا أن الحجاب تخلفا وعودة للقرون الجاهلية وكأن إظهار الأرداف والمفاصل والمفاتن هو طريق التقدم ومواكبة العصر.. الغريب أن الفراغ الثقافي أو غياب مستوى ثقافي وإدراك ووعي لدى البعض ممن يقدمون أنفسهم باسم فئات من المجتمع هو الذي يؤدي إلى هذه الطفرات وسط المجتمع. فهذه النماذج تستورد مشاكل غربية تحاول إسقاطها على المجتمع الجزائري وإيجاد حلول لها بضرب قيم مجتمعاتنا، ومن المفارقات أن المجتمعات الغربية تحترم أشد الاحترام قيمنا وثقافتنا، وعلى سبيل المثال فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم يعلن موقفا مثل هذا الذي أعلنته نورية حفصي بشكل مستفز، وهو موقف يستفز مشاعر المواطنين العاديين أولا، ثم المجتمع ككل. عبد السلام بارودي عائشة دحمان بلحجار ل"البلاد" الحجاب ليس من الجاهلية ومن يقول ذلك عليه الرجوع إلى بيته أكدت عائشة دحمان بلحجار رئيسة المنتدى العالمي للأسرة والمرأة وبرلمانية سابقة، في ردها على التصريحات التي أدلت بها نورية حفصي خلال استضافتها في حصة تلفزيونية، أن النقاش بخصوص الحجاب لم يكن يوما من الجاهلية وهو نقاش راق من صميم الإسلام والحضارة الإسلامية التي أفادت العالم، وقالت “إن الأوروبيين كانوا يتقربون من المسلمين لأخذ العلم والأخلاق والعفة، حيث كان ملوك الغرب يرسلون بناتهم ليأخذن العلم والأخلاق والعفة من المسلمين، ومن يقول غير ذلك فعليه الرجوع إلى بيته ويريح البشرية من هذا التأخر الذي أرادوا إرجاعنا إليه". وقالت عائشة خلال حديثها ل"البلاد" إنها لم تعرف عن نورية تعصبا في الدين أو انتماءها إلى فكر “فيمينيست" الذي ينكر الدين. ولما تطرقت المتحدثة إلى نقاش نورية حفصي بالحصة التلفزيونية من جانبين لطبيعة النقاش الدائر بين الطرفين، قالت إنه نقاش فوضوي ولم تستطع استخلاص منه فكرة مفيدة أو رأيا معينا. وقالت المتحدثة إن القرن 21 هو قرن الحجاب لأنه في وقته بلغت الحضارة الإنسانية ذروتها وأصبح الإنسان يراجع الكثير من الأفكار والمعطيات حول القضايا الإنسانية كقضايا المرأة. واستفسرت المتحدثة عن كيفية إنقاذ المرأة من الانحطاط الذي وصلت إليه الآن، حيث رجعت إلى القرون الحجرية، فمن المعروف أنه قبل الحضارة كان الإنسان عاريا ومع التطور الحضاري والفكري أصبح يميل إلى ستر الجسد. فرئيسة المنتدى العالمي للأسرة والمرأة ترى أن الإسلام والحجاب لم يتسببا أبدا في تخلف المجتمع والدليل على ذلك أن الأوروبيين ائتمنوا المسلمين على بناتهم وأرسلوهن لأخذ العلم والعفة من المسلمات. وقالت المتحدثة إنه يتوجب علينا في هذا القرن أن نراجع الكثير من القضايا المتعلقة بالمرأة والتي أصبحت فيها سلعة أو وسيلة إشهار فقدت معنى تميزها الراقي، وفقدت معنى الأنوثة الذي هو مكسب للمرأة. فريدة.س الأرسيدي يريد تغيير قانون الأسرة ب"الغناء والرقص"! نظم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ندوة للنقاش حول قانون الأسرة، يبدو أنها لم تكن بالجدية المطلوبة على اعتبار تخصيصها لشباب الحزب من أجل الرقص والغناء بدل طرح أفكار ومقترحات الأرسيدي البديلة لقانون الأسرة الحالي، الذي نادت قيادات الحزب بإلغائه مؤخرا وتعويضه بقانون آخر لا يعلم إلى الآن أصله وفصله. احتضن أمس نادي المجاهد في الجزائر العاصمة ما قيل إنها ندوة تضم إطارات حزب الأرسيدي من أجل التعبئة لإلغاء قانون الأسرة الحالي، وقد خلت هذه الندوة من مظاهر النقاش الجدي، وفسحت المجال لشباب وشابات الحزب من أجل الرقص على وقع أغانٍ صاخبة، مما ترك استياء لدى الصحفيين الذين حضروا خصيصا لتغطية الندوة. ويبرر الأرسيدي رفضه قانون الأسرة الحالي الذي يرجع اعتماده إلى سنة 1984، بأنه قانون “رجعي" في إشارة إلى أن جل مواده مستنبطة من الشريعة الإسلامية، كما يدعي الحزب أن هذا القانون يحمل ظلما ضد المرأة ولا يكرس الهوس التقليدي للحزب بإقامة المساواة بين عنصري الأمة الرجال والنساء. محمد سيدمو طالبت بالمساواة بين الرجال والنساء لويزة حنون تدعو إلى إلغاء قانون الأسرة أكدت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أن حزبها يدعم المرأة ويدافع عن حقوقها، خصوصا بالنسبة للمرأة العاملة التي لا تزال تواجه الصعوبات وتناضل لاستعادة حقوقها المهضومة، مشيرة إلى أن اليوم العالمي للمرأة هو فرصة للوقوف عند مسيرتها والمطالبة بالحقوق والمحافظة على المكتسبات. وأشادت حنون خلال تنشيطها لتجمع شعبي بمناسبة اليوم العالمي لنضال النساء العاملات بما حققته المرأة الجزائرية منذ الاستقلال والى غاية اليوم، والتي وصلت إلى غاية تقلد مناصب عليا وسامية في الدولة، معتبرة أن المشوار النضالي للمرأة لا يزال متواصلا، في ظل التحديات التي تواجهها، مشيرة إلى ضرورة تخليصها من التحرش الجنسي والمعنوي، وتمكينها من حقوقها إلى جانب تجسيد المساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات. وفي سياق حديثها عن حقوق المرأة الجزائرية، طالبت حنون بإلغاء قانون الأسرة التي قالت إنه لا يرقى إلى تطلعاتها، وإقرار قوانين صارمة دون ثغرات لحمايتها مستقبلا، وتجسيد المساواة بينها وبين الرجل في جميع المجالات، معتبرة أن المرأة هي أساس المجتمع وجزء من الحركة العمالية وساهمت في تطوير الاقتصاد وبناء الوطن. وأضافت الأمينة العامة، بأنه من الضروري الحفاظ على يوم 8 مارس كفرصة لإحصاء ما حققته المرأة الجزائرية خلال السنوات الماضية ووضع الأسس للمطالب المشروعة التي يمكن أن ترقى بها إلى المكانة التي تستحقها. هدى. م قالت إن الحديث عنه هو عودة للعصر الجاهلي نورية حفصي … تتحامل على الحجاب !! فجرت رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات نورية حفصي، قنبلة من الوزن الثقيل في تصريحاتها الأخيرة التي أدلت بها بمناسبة العيد العالمي للمرأة، عندما قالت في مضمون حديث إعلامي أن الحجاب صار من الأ مور الغابرة، ولم يعد يساير العصر الحديث، بل عنوانا بارزا للعهد الجاهلي … وهي التصريحات الغريبة التي أشعلت حربا شعواء ضد الأخيرة، وجعلت مجموعة كبيرة من الشباب والفاعلين وحتى بعض السياسيين يقفون منها موقف الحازم، بعدما دعوا بشكل مباشر إلى تحريك ملف قضائي ضدها، على خلفية تأثيرات هذه التصريحات على واحد من الثوابت المقدسة المحمية بنصوص دستورية وقانونية صريحة، في حين أفتى فريق من المختصين بوجوب رفع القلم عن نورية حفصي، وعدم مؤاخذتها عن جهلها الذي يجد تفسيره في مستواها العلمي المتواضع بامتياز !!! اشتعلت مواقع التفاعل الاجتماعي الفايسبوك والتويتر، في اليومين الأخيرين، على وقع سجال عميق حركته الخرجة الساقطة، لمن تزعم أنها تمثل النساء الجزائريات، نورية حفصي، التي لم تجد هذه المرة أي قضية تركبها، بعد انتهاء مسلسل إسقاط الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، سوى الحجاب الذي ترتديه العديد من النسوة الجزائريات، فراحت تصوب سهامها نحوه وتقول إن فتح نقاش حول هذه القضية يُحيل على العصر الجاهلي … !!! وكأن هذه المرأة كانت تتحدث عن شيء تافه، رغم ما للموضوع من أهمية بالغة في المجتمع الجزائري الذي يخضع إلى قوانين وأعراف، تضع جميعها الحجاب أو اللباس المحتشم للجزائريات في مرتبة الثوابت المقدسة والمحمية. وقد ولدت مثل هذه التصريحات موجة من الغضب لدى أغلب النساء الجزائريات، حتى اللائي لا يرتدين الحجاب، حسبما كشفت عنه تعليقاتهن، التي صبت جميعها في اتجاه واحد طبعته حالة عميقة من الازدراء، حيث جاء في أحد التعليقات اللطيفة “لماذا يا ترى تطرقت نورية حفصي إلى نوعية اللباس الذي يجب أن ترتديه المرأة الجزائرية ولم تكلف رئيسة الاتحاد المدافع عن حقوق النساء، نفسها، الوقوف على الأوضاع المريرة التي تدفع بشريحة واسعة منهن إلى التنازل عن شرفهن الذي صار يباع على قارعة الطريق، تحت أنين الفقر والغبن ومسميات أخرى تنبعث من حياة “الميزيرية" التي كشرت أنيابها في كل ولايات الوطن الجزائري !!! كريم حجوج عضو المجلس الأعلى الشيخ القاسمي ل«البلاد" "من يقول إن الحجاب ليس فرضا يعبر عن أهوائه ولا يمثل الشعب" علق الشيخ مأمون القاسمي، عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى، على التصريحات التي صدرت عن بعض الأحزاب بخصوص الدعوة لإلغاء قانون الأسرة والتهجم على الحجاب، قائلا إنها تصريحات لا تعبر إلا عن الشخص الذي أدلى بها، وهي ليست غريبة أو جديدة على الساحة، وأضاف قائلا “من يزعم أنه يمثل المرأة الجزائرية فهو خاطئ، لأن الجزائريات معتزات بدينهن وقيمهن، ولو فتح لهن المجال لتكلمن وقلن إنهن لا يرضين عن دينهن بديلا". وبخصوص رده على تصريحات نورية حفصي، قال لا ينبغي الرد على مثل هذه الأقاويل، لأن الحجاب فرضه الله تعالى على المرأة المسلمة، وعندما تعلم المسلمة حُكم الله لا يسعها إلا أن تقول سمعت وأطعت، وقال “من يقول العكس يعبَر عن أهوائه وشهواته ولا يجب أن يدعي أنه يمثل الشعب". فريدة. س أمين عام جمعية العلماء المسلمين: "تصريحات نورية حفصي شطحة من شطحات مواطنة" أكد عبد المجيد بيرم، أمين عام جمعية العلماء المسلمين، أن التصريحات التي أدلت بها نورية حفصي خلال ظهورها بالتلفزيون هي “شطحة من شطحات مواطنة" وهي موجودة بكثرة في المجتمع، فالحجاب يقول" أٌوجب على المرأة المسلمة، فهذه التصريحات هي بمثابة هجوم على الدين، وعلى كل شخص أن يحترم نفسه، ويجب أن يتكلم في المجال الذي يحسنه".